أطلقت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة دليل الأنظمة والاشتراطات التخطيطية والتصميمية لمصليات مباني الضيافة السياحية في المنطقة المركزية.
وتأتي هذه الخطوة الاستراتيجية لرفع كفاءة استخدام هذه المصليات وتحقيق أعلى مستويات التكامل مع المسجد الحرام، مما يسهم في تحسين تجربة الزوار والمعتمرين وتيسير أداء الصلوات في بيئة مهيأة ومتوافقة مع المتطلبات الشرعية والتنظيمية والعمرانية.
ويُعد هذا الدليل أحد المبادرات التنظيمية التي تسهم في تعزيز جاهزية المباني القائمة والمستقبلية لاستيعاب أعداد متزايدة من الزوار والمعتمرين من خلال توفير مصليات مجهزة ومتكاملة داخل مباني الضيافة، تعد امتدادًا وظيفيًا متصلًا بالمسجد الحرام، مما يعزز تيسير أداء الصلاة ويسهم في تخفيف الضغط على ساحاته، ويعمل الدليل أيضًا على تحسين جودة المساحات والمرافق المخصصة للصلاة بما يحقق التكامل مع المسجد الحرام ويواكب تطلعات الزائرين، مع مراعاة متطلبات المنطقة المركزية وخصوصيتها العمرانية والدينية.
وجرى إعداد الدليل من خلال جهد تشاركي تكاملي شاركت فيه عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، إلى جانب مختصين شرعيين وتنظيميين ومهندسين واستشاريين في مجال الضيافة السياحية في المنطقة المركزية. وتمت مواءمة المعايير التخطيطية والهندسية مع الأحكام الشرعية والضوابط التنظيمية المعتمدة، بالاعتماد على الفتوى الصادرة من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
وتم إعداد المحتوى الشرعي للدليل استنادًا إلى الفتوى رقم 30595 وتاريخ 12 / 3 / 1446هـ، والتي تناولت الأحكام الشرعية المتعلقة بأداء الصلاة في المصليات الواقعة ضمن مباني الضيافة بالمنطقة المركزية. وقد بيّنت الفتوى ثلاثة أنواع من المصليات: أولها المصليات التي لا يُشاهد فيها الإمام ولا صفوف المصلين، وهذه لا تصح الصلاة فيها. ثانيها المصليات التي يُرى فيها الإمام أو بعض المأمومين ويجوز فيها الاقتداء بالإمام. أما النوع الثالث فيشمل المصليات التي تقع داخل المسجد الحرام ولا يُخرج في الصلاة فيها من اتخاذ الإجراءات المناسبة لتمكين المصلين من الاقتداء بالإمام وفق الضوابط الشرعية.
وأكدت الفتوى إمكانية تنظيم هذه المصليات كمرافق شرعية معتبرة تسهم في استيعاب المصلين ضمن الضوابط، وتحقق التكامل مع المسجد الحرام من خلال الالتزام بأحكام الصلاة الشرعية. وقد تضمن الدليل اشتراطات ومعايير تخطيطية وتصميمية دقيقة تشمل توافق موقع المصلى مع اتجاه القبلة، وتوفير الفراغات المناسبة لأداء الصلاة، وضمان التهوية الطبيعية والإضاءة الكافية، وسهولة الوصول والتنقل بين المصليات والمرافق المساندة. كما شمل الدليل نماذج تصميمية لمصليات نموذجية تراعي المتطلبات الهندسية والتشغيلية والشرعية، إلى جانب أدلة تفصيلية للربط العمراني والوظيفي مع المسجد الحرام، بالإضافة إلى مؤشرات أداء لقياس فعالية المصليات وكفاءتها في تيسير أداء الصلاة ورفع جودة تجربة المصلين.
وفي إطار دعم هذه الخطوة، أطلقت الهيئة عددًا من المبادرات والمحفزات لتشجيع ملاك المباني والمطورين على تطوير المصليات وتحسين مرافقها بما يضمن توفير مساحات كافية تلبّي احتياجات الزوّار، وتحقق أعلى مستويات الراحة والطمأنينة أثناء أداء الصلاة. وقد أكدت الهيئة أن هذا الدليل يُعد جزءًا من خطة شاملة تهدف إلى الارتقاء بالخدمات والمرافق في مكة المكرمة وتحسين جودة الحياة، وتطوير المشهد الحضري في المنطقة المركزية، وتحقيق التكامل الوظيفي والعمراني مع المسجد الحرام، بما يعكس الرؤية الطموحة للمملكة نحو تعزيز تجربة قاصدي بيت الله الحرام ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 2
المصدر الرئيسي : عبدالعزيز العمري – مكة المكرمة
post-id: a7b1e088-eb19-4ad8-a165-772d06b2c1fa