معالجة لا مركزية لمياه الصرف الصحي في السعودية لتقليل التكاليف وتغطية

معالجة لا مركزية لمياه الصرف الصحي في السعودية لتقليل التكاليف وتغطية المناطق النائية

تسعى السعودية إلى تطبيق تقنيات معالجة لا مركزية لمياه الصرف الصحي، بهدف تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة التشغيلية، خصوصًا في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة أو التضاريس الصعبة، وفقًا لما ذكره مدير الخدمات الفنية في الشركة الوطنية للمياه، بندر الشمري.

أوضح الشمري أن النموذج التقليدي لمحطات المعالجة المركزية في المدن، التي تصل بسعتها إلى 200 ألف متر مكعب، سيتم استبداله بوحدات معالجة صغيرة بسعة 10 أمتار مكعبة يوميًا، تخدم نحو 40 شخصًا في كل تجمع سكني. كما أشار إلى تطبيق هذا النموذج بالفعل في كلية التقنية والإسكان التنموي في منطقة الباحة، حيث تُستخدم المياه المعالجة في تطبيقات متعددة مثل أنظمة التكييف وغسيل الطرق وري المسطحات الخضراء.

تساهم هذه التقنية في تقليل التكاليف المرتبطة بشبكات الصرف الممتدة في الشوارع وتقلل من المخاطر البيئية عبر توزيع محطات المعالجة بدلاً من الاعتماد على محطة واحدة ضخمة. وذكر الشمري أن نجاح التجربة يرتبط بالحصول على الموافقات والتشريعات اللازمة، حيث تحتاج هذه المحطات فقط لمساحة صغيرة لا تتجاوز 6 أمتار، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمناطق الجبلية مثل جبال فيفا في جنوب البلاد.

وأضاف الشمري أن تكلفة بناء محطة بسعة 10 أمتار مكعبة تصل إلى حوالي 30 ألف ريال، أي بمعدل 3 آلاف ريال لكل متر مكعب.

في سياق متصل، قال مدير إدارة تنفيذ برنامج تصريف مياه الأمطار في أمانة جدة المهندس سامر السروجي إن التغيرات المناخية الأخيرة وضعت تحديات جديدة على أنظمة التصريف، خصوصًا في المدن الساحلية مثل جدة، حيث شهدت الشدة المطرية تغيرًا ملحوظًا، وكان أبرز الأمثلة على ذلك السيول التي تعرضت لها جدة عام 2022 والسيول في دبي قبل ثلاثة أعوام، مما دفع إلى إعادة تقييم التصميمات الهندسية لأنظمة التصريف.

وأشار إلى أن مدينة جدة شهدت تغيرًا في الشدة المطرية منذ عام 2009، حيث ارتفعت إلى 60 ملم، مما يتطلب تصاميم تستوعب هذه المعدلات العالية. ومع ذلك، نبه إلى أن بناء شبكات تصريف تتعامل مع أعلى الشدات المطرية يتطلب استثمارات بمليارات الريالات، وهو ما يمثل عبئًا ماليًا كبيرًا على المدن.

وفيما يخص الحلول التقنية، أوضح الشمري أن مدينة جدة بدأت بالفعل في استخدام تقنيات حديثة، بما في ذلك “الدفع النفقي”، وهي تقنية متقدمة تستخدم في المناطق الحضرية المكتملة دون الحاجة إلى فتح الشوارع، وتعتمد على إنشاء غرفتي اتصال تمر بينهما آلة دفع، مما يمكّن من تركيب الأنابيب تحت الأرض دون التأثير على حركة المرور في الطرق الرئيسية.