25h Uae Category

«سمنة البطن».. مضاعفات صامتة ومميتة

%d8%b3%d9%85%d9%86%d8%a9 %d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d9%86 %d9%85%d8%b6%d8%a7%d8%b9%d9%81%d8%a7%d8%aa %d8%b5%d8%a7%d9%85%d8%aa%d8%a9 %d9%88%d9%85%d9%85%d9%8a%d8%aa%d8%a9

حذّر أطباء ومتخصصون من خطورة سمنة البطن، أو ما يُعرف بالسمنة الحشوية، واصفين إياها بأنها «أخطر أنواع السمنة وأكثرها ارتباطاً بمضاعفات صحية صامتة ومميتة»، حتى لدى الأشخاص الذين يبدون نحفاء أو يتمتعون بمؤشر كتلة جسم طبيعي. وقالوا إن سمنة البطن ليست مشكلة جمالية فحسب، بل هي مؤشر خطر حقيقي، وتجاهلها قد يؤدي إلى أمراض مزمنة صامتة ونهايات مفاجئة. وأكدوا أن الكشف المبكر والتدخل الغذائي والبدني قد يصنعان الفارق في إنقاذ الحياة، موضحين أن تلك الدهون تتراكم حول الأعضاء الحيوية، مثل الكبد والبنكرياس، وتُفرز مواد التهابية ترفع من حدة الالتهاب المزمن في الجسم، وتؤدي إلى مشكلات صحية رئيسة، تشمل «أمراض القلب واضطرابات النظم القلبية، والوفاة القلبية المفاجئة المرتبطة مباشرة بزيادة محيط الخصر، وارتفاع ضغط الدم حتى لدى أصحاب الوزن الطبيعي، ومقاومة الإنسولين، التي تمهّد للإصابة بالسكري من النوع الثاني، واضطرابات في توازن الهرمونات، مثل الكورتيزول والتستوستيرون والإستروجين، ما يؤدي إلى مضاعفات كتشحّم الكبد وتكيس المبايض لدى النساء».

وشددوا على أن سمنة البطن تُشكّل تهديداً صامتاً، إذ قد لا تظهر أعراضها في المراحل المبكرة، مؤكدين أهمية الفحص الدوري وقياس محيط الخصر، وعدم الاعتماد فقط على مؤشر كتلة الجسم، لتقييم المخاطر الصحية، داعين إلى أهمية الوقاية عبر الرياضة المنتظمة، وممارسة تمارين المقاومة، واتباع نظام غذائي متوازن منخفض السكريات والدهون المصنعة.

وحذروا من وجود ما يُعرف بـ«السكري الخفي» أو «مرحلة ما قبل السكري»، وهي حالة شائعة لدى الأشخاص من ذوي الوزن الطبيعي، لكن بمحيط خصر مرتفع. كما حذروا من الحميات القاسية، مثل نظام «الكيتو» الصارم لفترات طويلة، محددين خمسة أسباب غذائية تؤدي إلى تراكم الدهون في منطقة البطن، وتشمل الإفراط في السعرات الحرارية، خصوصاً من السكريات المكررة، والكربوهيدرات البسيطة، وتناول الدهون غير الصحية، مثل الدهون المتحوّلة الموجودة في الأطعمة المصنعة والمقلية، وقلة تناول الألياف، وتناول وجبات كبيرة قبل النوم أو عدم انتظام الوجبات، وشرب الكحول.

وتفصيلاً، حذّر استشاري القلب والقسطرة القلبية، الدكتور هشام طايل، من خطورة سمنة البطن، واصفاً إياها بأنها «أخطر أنواع السمنة وأكثرها ارتباطاً بأمراض القلب والوفاة المفاجئة»، حتى في الحالات التي يبدو فيها وزن الشخص طبيعياً. وقال إن سمنة البطن ليست مشكلة جمالية فحسب، بل هي مؤشر خطر وحقيقي ومهدد لصحة القلب، وتجاهلها قد يؤدي إلى أمراض مزمنة صامتة ونهايات مفاجئة. والكشف المبكر والتدخل الغذائي والبدني قد يصنعان الفارق في إنقاذ الحياة.

وأوضح أن دهون البطن تتركز حول الأعضاء الحيوية، مثل الكبد والبنكرياس والأمعاء، وتُفرز مركبات التهابية نشطة، مثل «الإنترلوكين-6» و«عامل نخر الورم» و«الليبتين»، وهي مركبات ترفع من مستوى الالتهاب المزمن في الجسم، وتؤدي إلى مقاومة الإنسولين، وتصلب الشرايين، وتراكم الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب التاجية.

وفيما يتعلق بالوفاة القلبية المفاجئة، أكد أن العديد من الأبحاث بيّنت أن ارتفاع محيط الخصر يرتبط بشكل مباشر بزيادة خطر الوفاة القلبية المفاجئة. وأشار إلى أن العديد من المرضى النحفاء يعانون أمراضاً قلبية خطرة، بسبب سمنة البطن الخفية، حيث أظهرت حالات سريرية أن مؤشر كتلة الجسم لا يكفي وحده لتقييم صحة القلب، إذ تبين أن مرضى بوزن طبيعي لكن بمحيط خصر مرتفع كانوا يعانون ذبحات صدرية وارتفاع ضغط الدم وضعفاً في عضلة القلب، أو حتى نوبات قلبية.

ونبّه إلى أن اعتماد الناس على الميزان أو مظهر الجسم فقط، قد يكون مضللاً، قائلاً: «قياس محيط الخصر مهم للغاية، لأنه يكشف عن الخطر الحقيقي الذي قد لا يظهر على الميزان». وشدد على أهمية الوقاية عبر الرياضة المنتظمة، مثل المشي السريع، وممارسة تمارين المقاومة، إلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن منخفض السكريات والدهون المصنعة.

أكدت أخصائية الغدد الصماء، الدكتورة يارا لطيفة، أن سمنة البطن لا تؤثر في القلب والأوعية فحسب، بل إنها تُحدِث خللاً عميقاً في الجهاز الهرموني والاستقلابي للجسم، ما يجعلها من أخطر أشكال السمنة على الإطلاق. وأوضحت أن تراكم الدهون في منطقة البطن يُفرز مواد التهابية تؤدي إلى مقاومة الإنسولين، وهو ما يمهّد للإصابة بالسكري من النوع الثاني. كما أن هذا النوع من الدهون يرتبط باضطراب توازن هرمونات، مثل الكورتيزول، والتستوستيرون، والإستروجين، ما يُفسّر حدوث أعراض، مثل تشحّم الكبد.

وأضافت أن الفرق بين السمنة العامة وسمنة البطن يكمن في تأثير الأخيرة العميق والمباشر في المحور الهرموني-الاستقلابي. وحذرت من وجود ما يُعرف بـ«السكري الخفي» أو «مرحلة ما قبل السكري»، وهي حالة شائعة لدى الأشخاص من ذوي الوزن الطبيعي لكن بمحيط خصر مرتفع، قائلة: هؤلاء لا يشعرون بأي أعراض، لكن تحاليلهم تُظهر ارتفاعاً في الهيموغلوبين السكري أو سكر الدم الصيامي، وهي علامات مقلقة لبدء اختلال التوازن الأيضي.

وحددت أخصائية التغذية العلاجية، تسنيم حمامي، مجموعة أسباب غذائية تؤدي إلى تراكم الدهون في منطقة البطن، وتشمل: الإفراط في السعرات الحرارية، خصوصاً من السكريات المكررة، والكربوهيدرات البسيطة، وتناول الدهون غير الصحية، وقلة تناول الألياف، وتناول وجبات كبيرة قبل النوم. وأوضحت أنه يمكن التخلص من سمنة البطن من دون فقدان الوزن العام، حيث لا يمكن عزل خسارة الدهون في منطقة واحدة، لكن يمكن تقليل دهون البطن بشكل أسرع نسبياً من الدهون الأخرى من خلال طرق غذائية فاعلة.

وشددت على أهمية اختيار أطعمة تساعد على تقليل الدهون بدون التأثير السلبي في الصحة، مثل الأفوكادو، وزيت الزيتون، واللوز، والزبادي الطبيعي، والشوفان والبقوليات، والخضراوات الورقية.

قال استشاري القلب، الدكتور هشام طايل، إن الأبحاث أثبتت أن سمنة البطن ترفع خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، كما أنها تؤثر في وظيفة البطين الأيسر، وتؤدي إلى قصور القلب الانبساطي، مضيفاً أن تراكم الدهون في منطقة البطن يُحفّز الجهاز العصبي الودي، وحتى لدى أصحاب الوزن الطبيعي.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 7
المصدر الرئيسي : عماد الدين خليل – دبي
post-id: bae5beee-e3c9-4840-9d81-a378198bf22e