مبادرة بيرل وستارت إي دي تؤكدان على دور الحوكمة في تحفيز نمو الشركات التكنولوجية الناشئة في الإمارات

مبادرة بيرل وستارت إي دي تؤكدان على دور الحوكمة في تحفيز نمو الشركات التكنولوجية الناشئة في الإمارات

شدد المتحدثون خلال الجلسة على أن الحوكمة المؤسسية تلعب دوراً محورياً في بناء المصداقية وتسهيل جمع التمويل وتعزيز قدرة الشركات على المرونة المؤسسية. يأتي هذا الحدث ضمن جهود مبادرة بيرل من خلال برنامج الحوكمة في القطاع التكنولوجي والذكاء الاصطناعي لتزويد مؤسسي الشركات الناشئة بحلول عملية تعزز مسيرة النمو المستدام.

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة: نظّمت مبادرة بيرل بالتعاون مع شركة ستارت إي دي جلسةَ نقاشٍ في مركز ستارت إي دي بجامعة نيويورك أبوظبي، جمعت مؤسسين ومستثمرين وجهات تنظيمية لاستعراض الدور المتطور للحوكمة ضمن دورة حياة شركات التكنولوجيا الناشئة.

أدرات هذه الجلسة المُعنْوَنة “التأسيس للارتقاء بالمستقبل: الحوكمة ركيزة تنافسية في مشاريع التكنولوجيا المستدامة”، أكانكشا تانغري، الشريكة الإدارية والرئيسة التنفيذية لشركة ديب مايندز. وتحدث ضمنها آشوين جوشي، المدير الإداري من ستارت إيه دي؛ وتيموثي لاند، المدير التنفيذي للهيئة التنظيمية لمراقبة وإنفاذ القوانين في إيه دي جي إم؛ وأمين ستعالي، الشريك الإداري والرئيس التنفيذي لشركة ديب مايندز؛ وستيفاني ريتشاردز، الشريكة الممولة لدى برايتفيو جلوبال.

وأكد آشون جوشي، المدير الإداري من ستارت إيه دي، على أهمية انتهاج الحوكمة المؤسسية في مراحل التأسيس المبكرة لتحقيق قيم مستدامة على المدى البعيد، قائلاً: “الحوكمة ليست عائقاً، بل محركاً للنمو المستدام. وفي الوقت الذي تُخلِّد فيه الإمارات بصمتها في منظومة الابتكار التقني العالمية، أمام مؤسسي الشركات الناشئة في الإمارات فرصةٌ حقيقيةٌ للاستفادة من النماذج العالمية في الحوكمة وتطبيقها لتأمين نجاحها في المنطقة.”

وأوضح جوشي ضرورة أن تضع الشركات عملياتٍ منظَّمة وواضحة لاتخاذ القرارات، تتسم بالشفافية والمساءلة، مؤكداً أنها من العوامل الأساسية لرفع مستوى ثقة المستثمرين. وناقشت الجلسة كيف تُسهِم الحوكمة الفعالة بتعزيز القدرة التنافسية للشركات الناشئة بإكسابها ثقة المستثمرين وتلبية توقعاتهم وتحسين عملية اتخاذ القرارات، وذلك بتحسين أطر أساسية مثل تشكيلات مجالس الإدارة وعمليات الإفصاح والتقارير. وأكد الحوار على أهمية الموازنة بين صلاحيات المؤسسين ومسؤولية أصحاب المصلحة، والاستفادة من الأنظمة لتعزيز المرونة، ما يصب في التزام مبادرة بيرل بدعم الشفافية والمساءلة في الشركات التكنولوجية الناشئة.

وفي هذا السياق أشار رالف شويري، المدير التنفيذي لمبادرة بيرل، إلى أهمية الحوكمة المؤسسية في دعم شركات التكنولوجيا الناشئة السريعة النمو، لا سيما مع ازدهار بيئة ريادة الأعمال في دولة الإمارات. وقال: “نشهد إقبالاً كبيراً من مؤسسي الشركات التكنولوجية في الإمارات على الحوكمة بعدّها ميزة استراتيجية، خصوصاً مع التمويلات الضخمة التي حصدتها هذه الشركات بقيمة 872 مليون دولار في الربع الأول من عام 2025، ما يعكس زيادة بنسبة 194% في ثقة المستثمرين. ومن خلال برنامج الحوكمة في القطاع التكنولوجي والذكاء الاصطناعي لدى مبادرة بيرل، نُزوِّد رواد الأعمال بأُطر عملية تعزز الثقة والمرونة والنمو المستدام في هذا السوق الحيوي.”

وقد رسخت دولة الإمارات مكانتها كوجهة رئيسية للشركات الناشئة، مع تسجيل أكثر من 5,600 شركة جديدة خلال الربع الثاني من عام 2024. وبلغت القيمة السوقية لمنظومة الشركات الناشئة في أبوظبي 4.2 مليار دولار من 2021 إلى 2023، مع تأمينها تمويلات أولية بقيمة 224 مليون دولار. ويشدد هذا التقدم على أهمية تبني ممارسات الحوكمة الرشيدة لاستدامة بيئة التكنولوجيا المزدهرة في الدولة.

وشكلت جلسة الحوار هذه خطوة إضافية في جهود مبادرة بيرل الرامية إلى جعل مبادئ المساءلة والحوكمة ركائز أساسية لنجاح الأعمال في المنطقة وتركيزها الدائم على تزويد الشركات الناشئة بالأدوات التي تساعدها على النمو بأهداف واضحة ونزاهة عالية.

حول مبادرة بيرل

“مبادرة بيرل” هي مؤسسة مستقلة غير ربحية رائدة في منطقة الخليج، تعمل على تعزيز ثقافة مؤسسية تقوم على المساءلة والشفافية، أسسها نخبة من قادة الأعمال الإقليميين في عام 2010، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للشراكات. وتعد “مبادرة بيرل” الشبكة الخاصة غير الربحية الوحيدة في منطقة الخليج التي اكتسبت صفة استشارية من المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة. تُنفذ “مبادرة بيرل” سلسلة من البرامج المتعلقة بالحوكمة المؤسسية، تشمل “أفضل ممارسات مكافحة الفساد”، و”التنوع في القيادة”، و”الحوكمة في الشركات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة”، و”الحوكمة في الشركات العائلية”، و”الحوكمة في القطاع التكنولوجي”، و”الحوكمة في العمل الخيري”، وتُجري أبحاثاً معنية بقضايا الحوكمة على المستوى المحلي والإقليمي، وتُنظم ورش عمل ودورات للتدريب التعليمي والتنفيذي، وتعقد اجتماعات لقادة الأعمال وصناع القرار والطلاب والتنفيذيين من القطاع غير الربحي، لتشجيع المؤسسات في منطقة الخليج على تبني أفضل الممارسات في مكان العمل.