25h Saudi Category

باحثة سعودية تحقق اكتشافات بمجال الحمض النووي القديم وتحلم بتأسيس مركز أبحاث في المملكة

%d8%a8%d8%a7%d8%ad%d8%ab%d8%a9 %d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9 %d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%82 %d8%a7%d9%83%d8%aa%d8%b4%d8%a7%d9%81%d8%a7%d8%aa %d8%a8%d9%85%d8%ac%d8%a7%d9%84 %d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85

حقق الباحثة السعودية حنين أحمد إنجازًا علميًا بارزًا بعد نشر نتائج دراستها حول التنوع الوراثي للحبوب القديمة في مجلة “نيتشر” العلمية العالمية. تُثبت جدارتها كباحثة سعودية واعدة في مجال الجينوميات، وضمن رحلة علمية بدأت بشغف الطفولة وانتهت بإسهامات نوعية تُبشّر بمستقبل واعد للمملكة في علم الحمض النووي القديم.

حنين التي وُلدت في المدينة المنورة، كانت شغوفة بعلم الأحياء منذ طفولتها، وتتذكر جيدًا لحظة قيامها بأول تجربة علمية عندما كانت طالبة في المرحلة الابتدائية، حيث أجرت تجربة وشاهدت نتائجها عبر المجهر الضوئي، ما أثار دهشتها ودفعها لاكتشاف المزيد عن العوالم الخفية التي لا تُرى بالعين المجرّدة. وتقول إن هذه الدهشة العلمية رافقتها في مسيرتها حتى اليوم.

واصلت حنين مسيرتها العلمية مدفوعةً بحلم الطفولة، فالتحقت بعد تخرجها من جامعة طيبة ببرنامج الدكتوراه في علوم النبات في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، تحت إشراف البروفيسور سايمون كراتينغر. تستعيد حنين لحظة تعرفها على كاوست لأول مرة خلال يوم تعريفي لبرامج الدراسات العليا بجامعة طيبة، وتقول: “ما جعلني أحسم قراري بالالتحاق بكاوست هو بيئتها الفريدة والمحفزة”.

بفضل التشجيع والدعم الذي وجدته من مشرفها العلمي، تعمّقت حنين في علم الجينوم النباتي، وركزت أبحاثها في الدكتوراه على دراسة جينوم التعداد النوعي والتاريخ التطوري لنوعين من الحبوب القديمة: الدخن الأفريقي (فونيو) والقمح وحيد الحبة. وتشرح حنين تفاصيل الدراسة بقولها: “حققنا اكتشافات مهمة في مجال جينوم التعداد النوعي للحبوب”.

وإلى جانب العمل البحثي، تقول حنين إنها قدّرت الفرص التي أُتيحت لها خلال دراستها في كاوست للمشاركة في التدريس والنقاشات العلمية، ما جعل من تجربتها الأكاديمية رحلة تحول حقيقية. وتضيف: “كاوست لم تمنحني فقط الأدوات والفرص اللازمة لخوض مغامرة علمية شغوفة، بل ساهمت في تطوير شخصيتي إلى الأفضل”.

دفعها فضولها العلمي واهتمامها بالتاريخ الثقافي الغني للمملكة إلى اتخاذ خطوتها التالية بعد الدكتوراه، حيث التحقت بمختبر البروفيسور لودوفيك أورلاندو في “مركز الأنثروبولوجيا والجينومات في تولوز” بفرنسا. يُعد هذا المجال من العلوم المتقدمة، ويعتمد على تحليل الحمض النووي القديم والحديث لفهم تطور الجينوم عبر الزمن.

وتتركز أبحاث حنين الحالية على تسلسل الجينوم الكامل لأكثر من ألف عينة من الخيول القديمة والحديثة. ومن خلال هذا المشروع، تسعى إلى كشف البنية الجينية لسلالات الخيول. وتشمل خطتها جمع عينات من المملكة، وهي متحمسة لاكتشاف أكثر من 27 ألف موقع أثري جديد تحتوي على بقايا حيوانية وآثار كائنات قديمة.

ورغم أن حنين تؤكد أهمية تجربتها البحثية الحالية في تولوز، فإنها تراها محطة مؤقتة في مسيرتها المهنية، إذ تطمح للعودة إلى المملكة لتأسيس مركز بحثي وطني متخصص في الحمض النووي القديم. وتقول: “حلمي هو تأسيس مركز أبحاث الحمض النووي القديم في المملكة العربية السعودية”.

تُبرز حنين أهمية المملكة من الناحية العلمية والتاريخية، قائلة: “تتمتع شبه الجزيرة العربية بموقعها الاستراتيجي، مما يمنحها مكانة مميزة في تاريخ البشرية. ورغم أن الدراسات الجينية في المنطقة لا تزال في مراحلها الأولى، فإن المستقبل يحمل آفاقًا واعدة للاكتشافات”.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 2
المصدر الرئيسي : عبدالعزيز العمري – جدة
post-id: dcd9e634-55b7-4dfc-99b8-2902c1545b96