استعانت وزارة التربية والتعليم بآراء طلبة الحلقة الأولى في تطوير المناهج وإخراج الكتب الدراسية ومحتواها العلمي واللغوي، تمهيداً لإدخال تحسينات جوهرية على الطبعات المقبلة للمنهج الوطني.
وأطلقت الوزارة استبياناً إلكترونياً موسَّعاً بعنوان «نقد المنهاج التعليمي»، يستهدف طلاب الصفوف الأول والثاني والثالث، حيث جاء الاستبيان الذي يُدار عبر منصة «غوغل فورمز»، مقسَّماً إلى محورين رئيسين؛ الأول يُعنى بشكل الكتاب وتصميمه، فيما يتناول الثاني جودة المحتوى والأهداف التعليمية.
يتضمّن القسم الأول سبعة أسئلة تبدأ بتقييم نوع الورق المستخدم وحجمه ووزنه، مروراً بجاذبية الغلاف ووضوح الخطوط داخل الصفحات، وانتهاءً برأي الطالب في تفضيل الكتاب الورقي أو النسخة الإلكترونية أو الجمع بينهما.
كما يترك الاستبيان مساحة مفتوحة أمام الطالب لتقديم مقترحات إبداعية لتحسين شكل الكتاب أو نوعية طباعته.
أما القسم الثاني فيركز على ثلاث مستويات: اللغة، نواتج التعلّم، والتغذية الراجعة. ويقيّم الطلاب بساطة المفردات وملاءمة المصطلحات، إضافة إلى مدى توظيف الأمثلة والتوضيحات. كذلك يتقصّى الاستبيان ما إذا كان تسلسل الموضوعات متدرجاً ومنطقياً، ومدى تطابق الأسئلة مع الأهداف التعليمية المعلنة. وتختتم الفقرات بسؤال يُمكّن الطالب من اقتراح تحسينات تخص اللغة أو الأهداف أو الأنشطة الصفية.
يأتي الاستبيان في إطار سياسة التحسين المستمر التي تتبناها الوزارة لتطوير المواد التعليمية وفق معايير الجودة العالمية، وتتعامل الوزارة مع جميع الردود بسرية تامة، وسُيستند إليها في صياغة خطط تطويرية قصيرة وطويلة الأجل.
وتركز الوزارة على مشاركة الطلبة كونهم شركاء حقيقيين في بناء محتوى يتناسب مع احتياجاتهم ويحفّز فضولهم العلمي والإبداعي.
من المقرر أن تُفرَز البيانات آلياً وتُرفع إلى لجنة علمية مختصّة لإعداد تقرير تفصيلي يتضمّن توصيات قابلة للتنفيذ، وستُعلن نتائج التقرير بكل شفافية وينشر، مع إبراز أهم التعديلات العاجلة التي يمكن تطبيقها قبل طباعة الطبعة الجديدة للكتب.
وحثّت الوزارة الطلاب على تعبئة الاستبيان «بعناية وصدق»، مؤكدةً أنّ كل إجابة «تمثّل لبنة أساسية في رفع جودة العملية التعليمية وتحسين تجربة التعلّم داخل الصف وخارجه». كما دعت أولياء الأمور إلى دعم أبنائهم أثناء تعبئة النموذج، لضمان دقة الملاحظات المقدَّمة.
بتدشين هذا الاستبيان، تُجدّد وزارة التربية والتعليم التزامها بالاستماع إلى صوت الطالب، وإشراكه في صياغة محتوى تعليمي مكتمل الأركان، يجمع بين جودة الإخراج ورصانة المحتوى، بما يخلق بيئة تعليمية محفّزة تُراعي احتياجات الأجيال الصاعدة وتطلّعات الدولة نحو اقتصاد معرفة مستدام.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 5
المصدر الرئيسي : محمد إبراهيم ـ دبي
post-id: 7f60322f-b1a8-4c15-ad46-671444fd69d8