السياحة السويسرية لـ”الاقتصادية”: منصة “تورايز” واجهة للمقومات السياحية في السعودية
ارتفع متوسط أيام العطلات من 4 إلى 5 أيام خلال العام الماضي، ما يظهر تغيرا في سلوك المسافرين واستعدادهم للإنفاق بشكل أكبر، وفق ما ذكره الرئيس التنفيذي لمنصة “تورايز” جو فيليبي خوسيه في مؤتمر صحفي افتراضي.
وقال خوسية إنه من المتوقع أن يبلغ الإنفاق العالمي على السياحة نحو 2.1 تريليون دولار في 2025، وفق تقديرات مجلس السفر والسياحة العالمي، بزيادة 64 مليار دولار عن مستويات ما قبل الجائحة.
وفي مايو الماضي أطلق وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب منصة “تورايز” من السعودية لتكون أضخم منصة عالمية متخصصة بالسياحة، لتوحيد الجهود، وابتكار الحلول، وتحفيز الاستثمارات، وبناء شراكات غير مسبوقة بين القطاعين العام والخاص.
ومن المتوقع أن تحمل منصة “تورايز” التي أُطلقت في السعودية إمكانات لتشكيل مستقبل السفر والتبادل الثقافي عالميا، لا سيما في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع السياحي، وفق ما ذكره لـ “الاقتصادية” مارتن نيديجر، الرئيس التنفيذي لهيئة السياحة السويسرية، الذي وصف إطلاق المنصة بأنها “مبادرة طموحة وفي وقتها المناسب”.
وأضاف نيديجر: منصة “تورايز” تُبرز المقومات السياحية الغنية والمتنوعة في السعودية، وتشجع المواطنين والمقيمين على استكشاف الجمال والتراث والضيافة التي تتميز بها بلادهم، لافتا أن السياحة ليست فقط أداة لتعزيز الفخر الوطني، بل عنصرا اقتصاديا محوريا، يعزز المجتمعات، ويدعم الاستثمارات، ويخلق فرص العمل.
خوسيه أكد أن المنصة جاءت لتسد فجوة مزمنة في بنية قطاع السياحة العالمي، إذ تركز على المستقبل، وعلى التنفيذ الفعلي لحلول تقنية واستثمارية تواكب التغيرات، وأضاف: “السياحة تعافت من آثار الجائحة، لكنها الآن تواجه تحديات جديدة في ظل تطور المسافرين، وتغير توقعاتهم، وتسارع التكنولوجيا، وتحولات المناخ”.
وأوضح أن غياب نظام موحد أو إطار عالمي للتعامل مع هذه التحولات، جعل الحاجة ملحّة إلى منصة مثل “تورايز”، تعيد تأطير آليات العمل في القطاع، وتوفر بنية ذكية مرنة تستشرف المستقبل، وتفتح الباب أمام شراكات واستثمارات تحوّلية عابرة للحدود.
نحو 60% من المسافرين يخططون لحضور فعاليات رياضية أو ترفيهية خلال 2025، حسب تقرير “أمريكان إكسبريس”، ما يفتح آفاقا جديدة أمام صناعة السفر ويعكس تحوّلا في طبيعة الطلب السياحي نحو تجارب أكثر تخصّصا وتنوعا، وفقا لرئيس المنصة.
بدورها، عبّرت جوليا سيمبسون، الرئيسة التنفيذية للمجلس العالمي للسفر والسياحة، عن فخرها بالشراكة مع وزارة السياحة السعودية مؤكدة أن السعودية حققت خطوات متقدمة في وقت قياسي، من إصدار أول تأشيرة سياحية دولية في 2019، إلى تجاوز نسبة مساهمة القطاع في الناتج المحلي 10% هذا العام، مع إنفاق يتجاوز 200 مليار ريال.
وأضافت أن السياحة في السعودية من المتوقع أن تمثل 14% من الناتج المحلي بحلول 2035، وتوفر وظائف لنحو 3 ملايين شخص، أي ما يعادل 16% من إجمالي السكان، مما يجعلها ركيزة أساسية في التنويع الاقتصادي الوطني.
وأكدت سيمبسون أن مجلس السفر والسياحة العالمي يتوقع أن يصل حجم القطاع عالميا إلى 16.5 تريليون دولار في 2035، أي ما يعادل 11.5% من الاقتصاد العالمي، مدفوعا بالابتكار والتقنيات الجديدة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي الذي أسهم في خفض تكلفة السفر وتسهيل الوصول إلى وجهات متعددة.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن منصة “تورايز” تشكل نموذجا متقدما للتكامل بين القطاعين العام والخاص، وأن نجاحها سيمتد أثره ليس فقط إلى المنطقة، بل إلى المشهد السياحي العالمي بأسره، لتكون ركيزة في بناء مستقبل سياحي أكثر استدامة وابتكارا وترابطا.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 2
المصدر الرئيسي : الاقتصادية
معرف النشر: ECON-060725-829