إقتصاد

اليخوت الفاخرة ملاذ الأثرياء .. ذكريات الجائحة تدفع السوق إلى النمو

%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%ae%d9%88%d8%aa %d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%ae%d8%b1%d8%a9 %d9%85%d9%84%d8%a7%d8%b0 %d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ab%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%a1 %d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%aa %d8%a7

اليخوت الفاخرة ملاذ الأثرياء .. ذكريات الجائحة تدفع السوق إلى النمو

شهدت سوق اليخوت الفاخرة العالمية صعودا ملحوظا ونموا قويا في السنوات الأخيرة، مدفوعا بارتفاع عدد الأفراد من أصحاب الثروات الضخمة، وتنامي التطورات في تكنولوجيا بناء السفن، وتزايد تفضيلات المستهلكين نحو مزيد من الرفاهية. ورغم تباين التقديرات بشأن حجم السوق، فإن الأرقام الأكثر ترجيحا تشير إلى بلوغه 21 مليار دولار هذا العام، ومن المتوقع أن يتجاوز 45 مليار دولار بحلول 2032.

ما هو اليخت الفاخر وما الفرق بينه وبين اليخت العادي؟ يوضح المهندس ماثيو سميث، الخبير في تصميم اليخوت، أنه لا يوجد تعريف عالمي محدد لليخت الفاخر، لكنه يشير إلى أن اليخت الذي يتجاوز طوله 24 مترا يستحق هذه المكانة المرموقة، إلا أن طول اليخت وحده لا يكفي. ويضيف أنه لابد أن يتميز بالفخامة والراحة والتقنيات المتطورة، إضافة إلى طاقم يلبي احتياجات المالك وأسرته وضيوفه، ويضمن الراحة والسلامة.

تشير الإحصاءات إلى تنامي مبيعات اليخوت الفاخرة عالميا منذ جائحة كورونا، حيث فضل عدد كبير من الأثرياء الإقامة على متن اليخوت بدلا من قصورهم أو الفنادق خلال تفشي الوباء. ونتيجة لذلك، بني أو طلب 1024 يختا فاخرا جديدا في 2022، بزيادة 21% مقارنة بعام 2021، وارتفع العدد في 2023 إلى 1,203، ويقدر اليوم عدد اليخوت الفاخرة في العالم بنحو 6 آلاف يخت.

مع ذلك، تشير إليانور ماتسورا، مديرة قسم المبيعات في شركة فيرلين لليخوت، إلى أن إجمالي اليخوت قيد البناء أو الطلب انخفض عالميا هذا العام إلى 1138، لكن متوسط حجمها في تزايد، إذ تم تصنيع 61 يختا بطول 76 مترا أو أكثر، بزيادة عن 55 يختا في العام الماضي. وتقول إن مبيعات اليخوت الفاخرة الصغيرة، التي تراوح أطوالها بين 24 و27 مترا، تنخفض، بينما يزداد الطلب على اليخوت الكبرى التي تضم مهابط هليكوبتر وصالات سينما وصالات رياضية.

وحول أسباب هذا التوجه، تضيف أن الأمر لا يقتصر على متعة الاستخدام والمكانة الاجتماعية، بل تعد اليخوت الفاخرة ملاذات آمنة في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية، وأصولا استثمارية مربحة. وفي الوقت ذاته، تساعد التطورات التكنولوجية على بناء يخوت أكبر حجما.

مع هذا، لا يبدي الجميع انحيازا لليخوت الفاخرة كبيرة الحجم، فالمصمم الداخلي لليخوت رايت كارول يعرب عن وجهة نظره قائلا “ليس بالضرورة أن يكون اليخت الأكبر هو الأفضل، فكلما كبر الحجم، جذب الأنظار وغابت الخصوصية التي يبحث عنها كثير من الأثرياء. ولذلك، قد يكون من الحكمة اختيار يخت أصغر حجما وأكثر فخامة من الداخل لتفادي لفت الأنظار”.

لا يزال الإيطاليون يهيمنون على هذه الصناعة بقوة، إذ تصنع إيطاليا نصف الإنتاج العالمي من اليخوت الفاخرة. وقبل عامين، حقق بناؤها مبيعات تجاوزت 8 مليارات يورو، كما تؤدي هولندا، والمملكة المتحدة، وتايوان، وألمانيا، والولايات المتحدة، وتركيا والصين أدوارا رئيسية في تلك الصناعة.

يرى كاونسل سبرجز، سمسار في مجال بيع وشراء اليخوت الفاخرة، أن أسواق التصنيع رسوخها أكبر بكثير من أسواق الطلب. وقال: “تقليديا، الأوروبيون والأثرياء من كندا والولايات المتحدة هم العملاء الرئيسيون، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت إمكانات كبيرة لنمو الطلب في الصين وجنوب شرق آسيا ومنطقة الخليج، حيث يتزايد عدد أصحاب الثروات الكبيرة. في المقابل، نشهد انخفاضا في الطلب من المشترين الروس بسبب العقوبات المفروضة عليهم إثر حرب أوكرانيا”.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 0
المصدر الرئيسي : الاقتصادية CNN Logo
معرف النشر: ECON-060725-300

2 دقيقة و 22 ثانية