إقتصاد

رهاب المكالمات يحرم الجيل زد من فرص العمل .. هل تكون الرسائل الصوتية

%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8 %d8%a7%d9%84%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%aa %d9%8a%d8%ad%d8%b1%d9%85 %d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d9%84 %d8%b2%d8%af %d9%85%d9%86 %d9%81%d8%b1%d8%b5 %d8%a7%d9%84%d8%b9

رهاب المكالمات يحرم الجيل زد من فرص العمل .. هل تكون الرسائل الصوتية الحل؟

يُعد روهيت براساد اليوم أحد أبرز الشخصيات في شركة أمازون، بعدما انتقل من منصب كبير علماء “أليكسا” إلى قيادة فريق الذكاء الاصطناعي في الشركة. وكل ذلك بدأ بمكالمة هاتفية عشوائية تلقاها في 2013. يقول براساد لمجلة فورتشن في مؤتمر فيفاتك في باريس: “عندما اتصلت بي أمازون لبناء أليكسا، لم أكن أعرف ما الذي سيحدث، ولو لم أرد على المكالمة، لما حصلت على تلك الفرصة”.

وليس براساد وحده من حظي بفرصة كبيرة بفضل مكالمة هاتفية غير متوقعة. قال الرئيس التنفيذي لشركة GHD، جيروين تيمرمان، إنه لم يكن يبحث عن وظيفة حين اتصلت به شركة العناية بالشعر فجأة مقدمة عرضا مغريا. ولم يخطر ببال بوب إيجر أبدا أنه سيعود إلى ديزني – حتى تلقى اتصالا، وأقنعته زوجته بالموافقة.

بالنسبة إلى جيل زد، قد لا تتاح لهم هذه الفرصة أبدا. إذ يعاني هذا الجيل قلقا حادا تجاه المكالمات الهاتفية، لدرجة أن 67% من الأشخاص تحت سن 34 يتجنبون الرد على مكالمات العمل تماما. وأصبح التواصل معهم صعبا لدرجة دفعت مكتب الإحصاءات الوطني البريطاني إلى التخلي عن بيانات توظيف رئيسية، فيما اضطرت بعض الجامعات إلى تقديم دروس تدريبية على إجراء المكالمات.

يقول ماكستيد نيل، أستاذ علم النفس والإدارة في كلية هولت الدولية للأعمال، إن “المكالمات الهاتفية في عصرنا الحالي باتت غالبا مخصصة للمناسبات المهمة التي لا تكفي فيها الرسائل النصية. وقد تكون المكالمة بشأن عرض عمل، لكنها غالبا ما تكون خبرا سيئا عن أحد الأحبة”. ويوضح أن هذا يعزز ارتباط المكالمات الهاتفية بالمواقف الجدية أو الأخبار السيئة، ما يؤدي إلى نفور من المكالمات الهاتفية.

ولكن تعلم الرد على المكالمات قد يكون أسهل وأكثر أهمية مما يتوقعه البعض. نشأ جيل زد في بيئة أصبح فيها التواصل النصي — أو بالأحرى عبر تيك توك وسناب شات وإنستجرام — هو الأساس. فهم معتادون على تحضير رسائلهم بدقة وتحريرها مرارا. لذا، الطريقة الوحيدة للتعود على الحديث العفوي هي الممارسة.

يقول نيل إن الرسائل الصوتية يمكن أن تكون بداية جيدة لحل مشكلة رهاب المكالمات لدى جيل زد، خاصة وأنهم معتادون عليها. ويضيف أن هذه الرسائل تساعدهم على التدرب على نبرة الصوت، وطريقة إيصال الرسالة، والتعامل مع طبيعة الحديث الفوري — وهو ما يُعد تحديا لهذا الجيل لأنهم يفتقدون في المكالمات الهاتفية الإشارات البصرية وتعابير الوجه التي تظهر في اللقاءات المباشرة. ويقول إن اكتساب الثقة والراحة في المكالمات الهاتفية يأتي مع كثرة الممارسة، والتفكير في أدائك عقب كل مرة.

ويتفق مع ذلك كايل إليوت، مدرب تطوير المهني، ويشير إلى أن البدء بخطوات صغيرة هو المفتاح. مضيفا ” تدرب على الاتصال بالأصدقاء وأفراد العائلة لتعتاد على التحدث عبر الهاتف، حاول تطوير عادة الاتصال بدلا من الرسائل النصية (تدريجيا) حتى تشعر براحة أكبر، ستشكر نفسك مستقبلا”.

وفي عالم الذكاء الاصطناعي، قد تكون القدرة على الرد على الهاتف والتحدث كشخص حقيقي هي ما يجعلك مؤهلا للتوظيف، ولكن في الوقت الحالي، بالنسبة إلى ملايين العاطلين عن العمل من جيل زد، والذين أصبحوا يعرَفون بتجاهل أصحاب العمل، فإن مواجهة قلقهم من المكالمات هي الخطوة الأولى نحو اقتناص الفرص. ويختم إليوت قائلا: ” تذكّر أن لديك فرصة واحدة لترك انطباع أول لدى صاحب العمل، وغالبا ما يكون ذلك أثناء مكالمة هاتفية تمهيدية، لذا يجب أن تكون مهاراتك في المكالمات بالمستوى المطلوب.” ويضيف أن “الشركات لا تزال تجري مقابلات هاتفية لهذا السبب تحديدا: لاختبار هذه المهارة. فحتى بعد نيلك للوظيفة، ستحتاج على الأرجح إلى الشجاعة للاتصال بالعملاء بين حين وآخر”.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 5
المصدر الرئيسي : الاقتصادية CNN Logo
معرف النشر: ECON-060725-832

2 دقيقة و 43 ثانية