“نتفليكس” تلامس القمة لكنها قد تزل بعلو طموحها
قد تكون “نتفليكس” في طريقها لبلوغ قمة نجاحها في عالم البث، لكنها قد تقع ضحية لهذا النجاح. وضعت عملاقة البث هدفا طموحا يتمثل في مضاعفة إيراداتها والوصول إلى قيمة سوقية تبلغ تريليون دولار بحلول 2030، وبدأت التوسع في مجالات جديدة مثل الحدائق الترفيهية، والرياضات المباشرة، والإعلانات.
لكن بحسب موقع “ماركت ووتش”، يرى ديفيد جويس من شركة سيبورت ريسيرتش بارتنرز للأبحاث أن الفوائد التي قد يجنيها المستثمرون من هذا النمو لن تظهر إلا بعد عدة سنوات، وأن جزءا كبيرا من هذه التوقعات الإيجابية ربما قد تم احتسابها بالفعل في سعر السهم، ما يجعل التقييم المرتفع للشركة حاليا مبالغًا فيه.
كتب جويس في مذكرة إلى العملاء يوم الاثنين “نعتقد أن الشركة قد تحتاج إلى بعض الوقت لتحقيق أداء يفوق التوقعات قبل أن يحقق السهم ارتفاعا آخر”. ولهذا السبب، أعلنت شركة سيبورت أنها خفضت توصيتها للسهم من “شراء” إلى “محايد”.
وانخفض سهم نتفليكس 0.6% تقريبا يوم الاثنين إلى نحو 1,289 دولارًا. ومع ذلك، فقد ارتفع بنحو 45% منذ بداية العام، متفوقًا بفارق كبير على مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز 500 البالغة 5.8%. وكان السهم قد أغلق عند مستوى قياسي بلغ 1339.13 دولارًا قبل أسبوع فقط.
ستعلن نتفليكس عن أرباح الربع الثاني الخميس المقبل، وقدّرت سيبورت ارتفاع إيرادات الشركة 16% لتصل إلى 11.1 مليار دولار مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي، متجاوزة قليلا توقعات “نتفليكس” بنمو الإيرادات 15%. كما توقعت “سيبورت” ارتفاع ربحية سهم نتفليكس من 4.88 دولار إلى 7.22 دولار.
ولتحقيق أهدافها الطموحة، تعمل نتفليكس جاهدة على توسيع مصادر إيراداتها لتشمل مجالات جديدة. ومن الخطوات الجديدة الرئيسية تطوير فئة اشتراك مدعومة بإعلانات. يتوقع عديد من المحللين أن تصبح الفئة المدعومة بالإعلانات محركًا رئيسيا لنموها. فالباقة ذات السعر المنخفض – 7.99 دولار شهريًا، مقارنةً بـ 24.99 دولار شهريًا للباقة المميزة الخالية من الإعلانات – قد مكنت “نتفليكس” من جذب عدد كبير من العملاء الجدد أو إبقاء عملاء كانوا يفكرون في إلغاء الاشتراك.
كما تتوسع الشركة في مجال الأحداث الرياضية المباشرة، والتي يتوقع أن تسهم في جذب جمهور في المستقبل. كما أبرمت “نتفليكس” أخيرا اتفاقية مع شبكة التلفزيون الفرنسية تي في 1 لبث برامجها على منصتها في السوق الفرنسية، ما يمهد الطريق لصفقات مماثلة في أسواق أخرى حول العالم.
ويرى جويس أن الاتفاقية تهدف إلى استكشاف كيفية عمل مثل هذه الصفقات، وليست لتكون محركًا رئيسيا للإيرادات في الوقت الحالي. وكتب “نتوقع أن تحقق نتفليكس بعض الإيرادات من تي في 1، لكنها في الأساس تجربة لقياس التفاعل والأداء في الوقت الحالي”.
كما دخلت “نتفليكس” أيضًا في أعمال المتنزهات الترفيهية من خلال إطلاق مشروع نتفليكس وورلد في بعض الأسواق. ورغم النمو القوي الذي حققته، أشار جويس إلى عوامل تدعو للتوقف وإعادة التقييم، وأبرزها توقف حصة “نتفليكس” في السوق الأمريكية، والنمو السريع لمنصة يوتيوب كمنافس رئيسي يجتذب المشاهدين.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 8
المصدر الرئيسي : الاقتصادية
معرف النشر: ECON-080725-224