بعد عامٍ من رحيله، يُستعاد محمد بن عبداللطيف آل الشيخ كصوتٍ وطني نادر، اختار أن يتواجد في قلب الأحداث بدلاً من الهامش. كان الكاتبة أكثر من مجرد نص، إذ نذر قلمه لمواجهة تيارات الغلو والعنف، وكتب كمن يسعى لإخماد النيران بدلاً من تأجيجها. في زمن تشهد فيه الساحة كثرة الأقلام، ظل آل الشيخ استثناءً في مواجهة التطرف، ولم تتكرر شخصيته كثيراً.
زاويته الصحفية لم تكن مجرد مساحة للنشر، بل ساحة للنزال مع قوى التشدد، حيث كتب بوعي وجرأة، بصدق محبة الوطن. لم يكن خصماً لأحد، بل كان مناهضاً للتزمت، حين فضل كثيرون الصمت. اختار دائماً الجانب المشرق، حتى عندما كانت الأفكار معقدة.
خارج المقال، ترك آل الشيخ أثراً مهماً، من رئاسته لمجلات ثقافية ومساهماته في موسوعات وطنية، إلى أعماله الفنية تحت اسم «العابر» ومجالس النقاش الأسبوعية. نستعيد سيرته اليوم بمعرفة الخسارة، لأن غياب صوته، الذي لا يُعوّض بكم الأقلام، يبرز مدى تأثيره وعمق أفكاره.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 4
المصدر الرئيسي : «عكاظ» (جدة) OKAZ_online@
معرف النشر: MISC-090725-774