كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتفاعلون بشكل كبير مع المرضى أو الطلاب أو العملاء أو عامة الناس في مجالات عملهم قد يعرّضون أنفسهم لخطر متزايد للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ويزداد هذا الخطر بشكل أكبر إذا كان لدى هؤلاء الأشخاص شبكة دعم ضعيفة بين زملائهم.
استندت الدراسة التي أعدها باحثون من معهد كارولينسكا في السويد إلى بيانات من دراسة سابقة تركزت على العمل والمرض والمشاركة في سوق العمل، وركزت على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا والذين لم يكن لديهم تاريخ مرضي لمرض السكري قبل عام 2005.
تناولت الدراسة ثلاثة جوانب من طبيعة الوظائف التي تتطلب التواصل مع الآخرين، بما في ذلك التفاعل العام، والمتطلبات العاطفية الناتجة عن التعامل مع الأفراد الذين يواجهون مشاكل صحية، والمواجهات في مكان العمل. كما تم تحليل هيكل الدعم الاجتماعي في بيئات العمل تلك.
شمل “التواصل مع الآخرين” حالات التفاعل اليومية مع المرضى والزبائن والطلاب، بما في ذلك مجالات مثل الرعاية الصحية وخدمة العملاء والتعليم. حدد الباحثون 20 وظيفة تتميز بمستوى عالٍ من التواصل، بما في ذلك القطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية.
تركزت الدراسة أيضًا على المتطلبات العاطفية والمواجهات خلال العمل. خلال الفترة من 2006 إلى 2020، تم تشخيص أكثر من 216,000 شخص بمرض السكري من النوع الثاني، حيث كان من بينهم نسبة أعلى من الرجال. وأظهرت الدراسة أن الأفراد الذين يعملون في وظائف تتطلب ضغوطًا عالية كان لديهم خطر أكبر للإصابة بالمرض.
استنتجت الدراسة أن النساء، اللواتي يعملن في وظائف تتطلب تفاعلاً عاطفيًا مع وجود دعم اجتماعي ضعيف، يواجهن خطرًا أكبر للإصابة بالسكري مقارنة بنظيراتهن مع مستويات متدنية من المتطلبات الوظيفية.
أشار الباحثون إلى أن الضغط النفسي المستمر والإدارة غير الفعالة لمشاعر العاملين في مهن التفاعل الشخصي يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة. وقد تم الربط بين هذه الضغوط وبين الاستجابة البيولوجية للإجهاد المتكرر، مما قد يزيد من مقاومة الأنسولين ويؤثر على صحة الأيض.
رغم محدودية الدراسة، فإنها تقدم نظرة مهمة على العوامل المؤثرة في مستويات التوتر في مهن مثل التعليم والتمريض، والتي ترتبط بمعدلات عالية من الإرهاق والدوران الوظيفي. وخلص الباحثون إلى أهمية إجراء دراسات مستقبلية لفهم الآليات وإذا ما كان هناك حاجة لتطوير استراتيجيات وقائية تؤدي إلى تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بهذه الأنشطة.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 7
المصدر الرئيسي : العربية.نت – جمال نازي
معرف النشر: MISC-090725-475