توقعات رسوم أمريكية مرتفعة وبنجلاديش بلا أوراق تفاوض

مخاوف من الرسوم الجمركية الأمريكية وبنجلاديش تواجه تحديات في المفاوضات

أصبحت بنجلاديش في موقف حساس في محادثاتها التجارية مع الولايات المتحدة، حيث أظهر الرئيس دونالد ترمب نيته فرض رسوم جمركية مرتفعة على صادرات البلاد إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل الأول من أغسطس. ويرى قادة الأعمال والمحللون أن الرسوم المقترحة التي قد تصل إلى 35% ستكون لها آثار سلبية كبيرة على قطاع الملابس الجاهزة.

يبدو أن القلق في دكا يزداد بعد أن تمكنت فيتنام، المنافس الرئيسي في مجال تصدير الملابس، من الحصول على رسوم أقل (20%) نتيجة لتقديم تنازلات سريعة. ويُتهم المسؤولون في بنجلاديش بالبطء في استجابة الحكومة للتفاوض مع واشنطن.

مديرة الاقتصاد في وكالة موديز أناليتيكس، كاترينا إيل، أوضحت في حديثها أن نحو 20% من صادرات بنجلاديش من الملابس توجه إلى السوق الأمريكية، التي تعتبر أكبر سوق للبلاد.

تساهم صناعة الملابس الجاهزة بنحو 8% من الناتج المحلي الإجمالي لبنجلاديش، وتشغل حوالي 4 ملايين شخص. وتوقعت وكالة “موديز” نمو الاقتصاد بنسبة 4% في 2025 وبنسبة 5.4% في 2026، ولكن فرض الرسوم الجمركية بنسبة 35% سيؤثر بشكل كبير على هذه التوقعات.

وتعاني بنجلاديش من محدودية التنوع في المنتجات وانخفاض حجم التجارة مع الولايات المتحدة، ما يجعل موقفها في المفاوضات ضعيفًا. وأشار فضل الحق، أحد مديري شركات الملابس، إلى أن الرسوم الجديدة ستجعل المنافسة مع فيتنام “شبه مستحيلة”.

قبل تصريح ترمب، كانت الرسوم على صادرات بنجلاديش تبلغ 15%، ولم يتم تأكيد ما إذا كانت الرسوم الجديدة ستضاف إليها، مما قد يرفع الإجمالي إلى 50%. وقد يزيد عدم فرض رسوم مماثلة على الهند وباكستان من الضغوط على بنجلاديش بالاستجابة بسرعة.

الاقتصاديون مثل فهميدة خاتون تشير إلى أن الضرر سيتجاوز قطاع الملابس ليشمل مجالات أخرى مثل التأمين والنقل. وأكدت على أهمية تنويع المنتجات والأسواق لمواجهة أي صدمات مستقبلية، مشيرة إلى أن بنجلاديش تملك إمكانيات كبيرة في قطاعات مختلفة لم تُستغل بعد.

في 2024، كانت بنجلاديش ثالث أكبر مصدر للملابس المستوردة في الولايات المتحدة، بنسبة تجاوزت 9%. ويعتقد بعض المحللين أن بنجلاديش قد تأمن صفقة قريبة من نسبة 20% إذا عززت من وارداتها.

بناءً على ذلك، يرى قادة الأعمال ضرورة تغيير استراتيجية المفاوضات لتكون أكثر استباقية ومشابهة لنهج فيتنام، حيث تعتبر الفرص المفقودة في تقديم تنازلات بعيدة المدى تحديًا لبنجلاديش.