حصار مزدوج: أوروبا بين فكي التنين الصيني والمطرقة الأميركية
تواجه أوروبا تحديات اقتصادية غير مسبوقة جراء حصار تجاري مزدوج تفرضه كل من الولايات المتحدة والصين. فبينما تتفاوض الدول الأوروبية مع واشنطن بشأن الرسوم الجمركية المحتملة، تتزايد الضغوط من الجانب الصيني الذي يسعى إلى توسيع نفوذه التجاري في الأسواق الأوروبية. وقد وصف وزير المالية الفرنسي هذا الزحف بأنه “يغرق الأسواق ويقتل الصناعات”.
تشير الأرقام إلى اجتياز إجمالي التبادل التجاري للاتحاد الأوروبي 5.4 تريليون دولار في عام 2024، مما يعكس زيادة في الصادرات والواردات، لكنها تظهر في الوقت نفسه هشاشة في العلاقات التجارية مع أكبر شريكين، الولايات المتحدة والصين. حيث يشكل هذان الاقتصادان 35% من إجمالي التبادل التجاري الأوروبي مع العالم.
يؤكد غابرييل شتاين، مؤسس شركة Stein Brothers، أن الدول الأوروبية محاصرة بين قوتين عظميين، لكنه يعتقد أن انفتاح أوروبا الاقتصادي يمنحها القدرة على التكيف. ومع ذلك، فإن الثقة في الشراكة مع الولايات المتحدة تواجه تحديات، خاصة في ظل الإدارة الحالية التي قد تعيد النظر في الاتفاقيات التجارية.
يعتبر شتاين أن الوصول إلى اتفاق واضح مع واشنطن في الأمد القريب أمر صعب، نظراً للمدة الزمنية التي تستغرقها المفاوضات وعدم ضمان الالتزام الأميركي. كما أن الصين تسعى إلى ملء الفراغ إذا عجزت عن تصدير منتجاتها إلى الولايات المتحدة، مما قد يؤثر سلباً على الصناعات الأوروبية.
بالنظر إلى الخيارات المتاحة، فإن التصعيد مع واشنطن ينطوي على مخاطر، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم العلاقات. لذا، يعتبر شتاين أن الانتظار والتخطيط الذكي قد يكون أفضل خيار لأوروبا في ظل الظروف الحالية، مما يتطلب منها تعزيز استقلاليتها الاقتصادية وتطوير سلاسل التوريد الداخلية.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 8
المصدر الرئيسي : Skynews
معرف النشر: ECON-100725-764