فاجأ المخاض الطالبة السودانية، معلى البدري أحمد عبد الله، وهي إحدى طالبات الشهادة الثانوية، قبل نصف ساعة من دخولها قاعة الامتحان. تم نقلها بسرعة إلى المستشفى، حيث وضعت مولودها الأول وسط رعاية طبية عاجلة، ثم أمسكت قلمها لتؤدي امتحانها.
لم يكن صباح الأربعاء عادياً في مدينة بربر بشمال السودان. داخل غرفة الولادة في مستشفى الشيخ البدري الجامعي، اجتمعت صرخة حياة جديدة مع صمت امتحان مصيري.
بعد دقائق فقط من الولادة، تلقت الطالبة أوراق امتحان التاريخ وجلست على سريرها الأبيض، ممسكة قلمها بيد ترتعش من أثر التعب، لتكتب إجابتها وسط حضور رسمي من مسؤولي التعليم ولجنة الامتحانات، وتحت إشراف طبي وأمني كامل لضمان سلامتها وانضباط الامتحان.
حظي هذا المشهد الإنساني بإشادة واسعة، ووصفه كثيرون بأنه دليل على شجاعة المرأة السودانية وقوة عزيمتها في طلب العلم، حتى في أصعب لحظات حياتها.
أوضحت الجهات التعليمية أن المستشفى وفّر للطالبة بيئة هادئة وآمنة بعد الولادة مباشرة، فيما أظهر مقطع فيديو وثق الواقعة الطالبة ومولودتها بحالة جيدة، وهي تعبّر عن امتنانها للأطباء والمعلمين على دعمهم لها في هذا اليوم الاستثنائي.
ربما لم يكن امتحان التاريخ مجرد ورقة أسئلة، بل كان قصة أم سودانية كتبت فيها معنى الصبر والنجاح معاً، لتظل شاهدة على أن النساء يمنحن الحياة في أصعب اللحظات.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 1
المصدر الرئيسي : الخرطوم : خالد فتحي
معرف النشر: MISC-100725-656