يعتبر مُخاط الأنف حائط صدّ وقائيّ ضد الأجسام الدخيلة مثل الفيروسات والبكتيريا، وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أنه يمكن استخدامه كأداة لتقييم صحة الجسم. في العصور القديمة، اعتقد الإغريق أن المُخاط يلعب دورًا في صحة الجسم، ولكن الدراسات الحديثة أكدت أن المخاط ليس مصدر الأمراض بل يسهم في حمايتنا منها.
مخاط الأنف له تركيبة فريدة يمكن أن تكشف عن حالة الجسم الصحية. فمثلاً، المخاط الشفاف يشير إلى أن الجسم يتخلص من مهيجات مثل الغبار، بينما يوضح المخاط الأبيض أن الفيروسات قد دخلت الجسم، بينما اللون الأخضر يدل على تواجد خلايا دم بيضاء ميتة بعد المعركة مع العدوى. المخاط الأحمر أو الوردي يشير إلى نزيف محتمل.
الاستفادة من المخاط تتعدى التحليل البسيط، حيث تسعى الأبحاث الحالية إلى استخدامه لتطوير علاجات جديدة. مثلاً، تم اختبار زراعة مخاط شخص سليم في أنوف مرضى يعانون من التهاب الجيوب الأنفية، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في الأعراض.
كما تحاول الجامعات وشركات رائدة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحديد تركيبة المخاط المثلى، مما قد يساعد في تعزيز جهاز المناعة وتحسين استجابة الجسم للقاحات. المخاط يمكن أن يكون أداة فعالة في تشخيص العديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان وأمراض الرئة. بالتالي، يُظهر المخاط إمكانيات هائلة في المستقبل لعلاج الأمراض وتطوير الطب الدقيق، مما يجعله جزءاً أساسياً من الأبحاث الطبية الحديثة.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 4
المصدر الرئيسي : @BBCArabic
معرف النشر: LIFE-100725-864