محمية الإمام تركي الملكية تحتفي بالسدو بعمل توثيقي يُجسّد هوية المجتمع السعودي

محمية الإمام تركي الملكية تحتفي بحرفة السدو عبر عمل توثيقي يُعبر عن هوية المجتمع السعودي

أعلنت هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية عن إطلاق عمل توثيقي خاص بحرفة السدو تزامنًا مع إعلان عام 2025 عامًا للحرف اليدوية. يُركز العمل على قصة “سلمى”، إحدى نساء المجتمع المحلي التي بدأت رحلتها في هذه الحرفة التقليدية، وقد تمكنت بدعم من الهيئة من أن تصبح مدربة معتمدة دوليًا في فن السدو. يأتي هذا التوجه كجزء من جهود الهيئة للحفاظ على التراث وتعزيز الموروث الثقافي السعودي.

تسعى الهيئة من خلال هذا المشروع إلى تسليط الضوء على الحرف اليدوية كجزء لا يتجزأ من هوية المجتمعات المحلية، حيث تساهم في بناء قاعدة ثقافية واقتصادية مستدامة. وفقًا لوكالة الأنباء السعودية “واس”، يظهر العمل التوثيقي لحظات إنسانية مؤثرة تجمع سلمى بوالدتها وهما تمارسان حياكة السدو، مما يبرز انتقال المعرفة بين الأجيال وأهمية الموروث الثقافي في الحياة اليومية.

كما يُظهر العمل كيف استطاعت سلمى تعزيز مهاراتها وتحويل شغفها إلى مسار مهني يمكنها من توسيع فرصها محليًا ودوليًا. وسط خيوط السدو، حيث تتداخل الألوان وتبرز القيم الثقافية، تروي سلمى ووالدتها قصصًا من الماضي عبر مهاراتهن.

تركز الهيئة أيضًا على دعم الحرفيين المحليين وتعزيز قدراتهم، مما يعكس حرصها على دمج الهوية المحلية مع البيئة. وأكدت الهيئة أن تمكين الكفاءات وتوثيق الممارسات الثقافية يُعتبران جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها، متماشيين مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تركز على تطوير القدرات البشرية وحماية التراث الوطني.

تُعتبر حرفة السدو واحدة من أقدم الحرف اليدوية في السعودية، وقد أُدرجت عام 2020 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو. تستمد هذه الحرفة موادها من البيئة الصحراوية، مثل شعر الماعز وصوف الغنم، وقد استخدمتها النساء البدويات في بناء الخيم وتلبي احتياجات أسرهن. تنطوي عملية إنتاج السدو على عدة مراحل تسعى للحفاظ على تقاليد هذه الحرفة وتعزيز قيمتها الثقافية والاجتماعية.