قبل أكثر من عقد، كان كريس كيربي، الطاهي الشاب، يعيش حياة مرهقة بين المطابخ والحانات، يبحث عن معنى أعمق لحياته. اليوم، يقف على رأس شركة “إيثاكا حمص” التي تُباع منتجاتها في آلاف المتاجر الأميركية، وتحقق إيرادات سنوية تتجاوز 50 مليون دولار.
في عمر الـ26، قرر كيربي أن يغيّر مسار حياته بالكامل. ترك عمله في المطاعم، وعاد إلى منزل والديه في ماريلاند، حيث التحق بكلية مجتمعية بهدف استكمال دراسته الجامعية. لم يكن القرار سهلاً، لكنه كان الخطوة الأولى نحو حلمه والانتقال وفقاً لما ذكره إلى “العمل برؤية”، بدلاً من “العمل بجد”.
وبعد عام، تم قبوله في كلية إدارة الفنادق بجامعة كورنيل، وهناك بدأت ملامح مشروعه تتشكل. خلال زيارته الأولى للمدينة، لاحظ كيربي فجوة في السوق المحلي: لا أحد يقدّم حمصاً طازجاً بنكهات مبتكرة. وهنا وُلدت فكرة “إيثاكا حمص”.
##
البداية من السوق الشعبية.. بخلاط واحد!
بميزانية لا تتجاوز 4 آلاف دولار، اشترى كيربي خلاطاً صناعياً وبدأ بإعداد الحمص في أوانٍ ضخمة، معتمداً على عصير الليمون الطازج الذي كان يعصره يدوياً لتوفير التكاليف. كان يوازن بين دراسته في الصباح، وتحضير الحمص وتوزيعه في المساء، ويقضي عطلات نهاية الأسبوع في بيع منتجه في السوق الشعبي.
قال كيربي: “كنت أكتب الفواتير خلال المحاضرات، وأعدّ الدقائق حتى أخرج وأبدأ التوزيع”، مضيفاً: “كنت مهووساً بالبيع، كل ما أفكر فيه هو: بيع أكثر، بيع أكثر”.
##
نمو بطيء.. لكنه ثابت
بعد التخرج، بدأ كيربي بتوسيع نطاق عمله تدريجياً، متجنباً التوسع السريع الذي قد يضر بجودة المنتج. ركّز على الأسواق المحلية، وفضّل التعمق في عدد قليل من المتاجر بدلاً من الانتشار الواسع. هذا النهج ساعده على بناء سمعة قوية، حتى أن بعض كبار المتاجر اضطروا للانتظار حتى يصبح مستعداً لتلبية طلباتهم.
ورغم العروض المغرية من المستثمرين، رفض كيربي التخلي عن استقلالية شركته، مفضلاً النمو المستدام على الأرباح السريعة. وقال “أعرف أنني أستطيع تحقيق الأرباح طالما ركزت على الأساسيات”.
##
الطموح لا يتوقف
اليوم، تُباع منتجات “إيثاكا حمص” في أكثر من 8,000 متجر، وتتنوع نكهاتها بين الكلاسيكي والمبتكر. ومع كل هذا النجاح، لا يزال كيربي يطمح للمزيد: “هدفنا أن نصبح العلامة التجارية الأولى في فئة الحمص في أميركا”.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 0
المصدر الرئيسي : الرياض – العربية Business 
معرف النشر: MISC-130725-861
