يُعد الصلع الوراثي مصدر قلق شائع لملايين الرجال والنساء حول العالم، وغالبًا ما يبدأ تدريجياً ويصعب إيقافه بمجرد أن يبدأ. ورغم تعدد العلاجات المتاحة، مثل المينوكسيديل والفيناسترايد، إلا أن فعاليتها محدودة وقد ترافقها آثار جانبية غير مرغوب فيها.
ومع ذلك، اكتشف باحثون علاجا جديدا محتملاً يستند إلى سكر طبيعي موجود داخل أجسامنا، مما قد يفتح الباب أمام ثورة في علاج تساقط الشعر دون مضاعفات. وقد بدأ الأمر ببحثٍ على سكر يوجد طبيعيًا في الجسم ويساعد في تكوين الحمض النووي ويدعى “الديوكسيريبوز”.
أثناء دراسة كيفية شفاء هذه السكريات لجروح الفئران عند تطبيقها موضعيًا، لاحظ العلماء من جامعة شيفيلد وجامعة كومساتس في باكستان أن الشعر المحيط بالآفات ينمو مجددًا بشكل أسرع من شعر الفئران غير المعالجة. ولذا قرر الفريق البحث بشكل أعمق.
في دراسةٍ نُشرت مؤخرًا، أخذ الباحثون فئرانًا ذكورًا تعاني من تساقط الشعر بسبب هرمون التستوستيرون، وأزالوا الشعر من ظهورها. يوميًا، دهنوا جرعة صغيرة من جل سكر الديوكسيريبوز على الجلد المكشوف، وفي غضون أسابيع، أظهر الفراء في هذه المنطقة نموًا قويًا، حيث أنبتت شعيرات فردية طويلة وسميكة.
كان جل الديوكسيريبوز فعالًا للغاية، واكتشف فريق الباحثين أنه يعمل بنفس فعالية مينوكسيديل، وهو علاج موضعي لتساقط الشعر. صرحت شيلا ماكنيل، مهندسة الأنسجة من جامعة شيفيلد، بأن نتائج الأبحاث تشير إلى أن حل مشكلة تساقط الشعر ربما يكون بسيطًا مثل استخدام سكر الديوكسيريبوز الطبيعي لتعزيز تدفق الدم إلى بصيلات الشعر وتشجيع نموه.
قام الباحثون من الجامعتين بتصميم هلام قابل للتحلل الحيوي وغير سام مصنوع من الديوكسيريبوز، واختُبر هذا العلاج على نماذج فئران تعاني من الصلع الوراثي. بالمقارنة مع الفئران التي تلقت جلًا بدون أي دواء، بدأت تلك التي تلقت جلًا يحتوي على سكر الديوكسيريبوز في إنبات بصيلات شعر جديدة. وعزز كل من المينوكسيديل وجل السكر نمو الشعر بنسبة 80 إلى 90% لدى الفئران المصابة بالصلع الوراثي، دون أن يُحدث الجمع بين العلاجين فرقًا كبيرًا.
يُعرف الصلع الوراثي أو الثعلبة الأندروجينية بأنه حالة طبيعية ناجمة عن العوامل الوراثية ومستويات الهرمونات والشيخوخة، وتختلف أعراضه بين الذكور والإناث، حيث يؤثر هذا الاضطراب على ما يصل إلى 40% من الأشخاص. حتى الآن، لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلا على دواءين لعلاج هذه الحالة. في حين أن مينوكسيديل يمكن أن يُبطئ تساقط الشعر ويعزز نموه، إلا أنه لا يُجدي نفعًا مع جميع من يعانون من تساقط الشعر.
بينما يلجأ بعض المرضى الذكور إلى الفيناسترايد، وهو دواء فموي يثبط تحويل هرمون التستوستيرون إلى ثنائي هيدروتستوستيرون، إلا أنه لم يُعتمد بعد للمرضى الإناث، ومع ذلك، يُبطئ الفيناسترايد تساقط الشعر لدى حوالي 80 إلى 90% من المرضى الذكور ولكنه يحتاج إلى استخدام مستمر. ويُمكن أن يصاحب هذا الدواء آثارًا جانبية غير مرغوب فيها أحيانًا، مثل ضعف الانتصاب وآلام الخصية أو الثدي وانخفاض الرغبة الجنسية والاكتئاب.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 8
المصدر الرئيسي : العربية.نت – جمال نازي
معرف النشر: MISC-130725-392