رأى الباحث العلمي الاستقصائي والمهتم بعلوم الطيران محمد عبدالله داوود، أن الغموض ما زال يكتنف قصة سقوط الطائرة الهندية “إير إنديا” التي أودت بحياة 260 شخصًا وكانت مغادرة من مطار أحمد آباد بالهند ومتجهة إلى لندن، في كارثة وصفت بأسوأ حادثة طيران في عام 2025. إذ بينت التحقيقات الأولية لسقوط الطائرة أن السبب يعود إلى قطع مفاتيح الوقود، ما تسبب في وقف المحركات بشكل نهائي.
قال داوود إن هناك 3 محاور جعلت فكرة قطع مفاتيح الوقود محل جدل وغموض كبيرين وهي:
1. لا يمكن التعامل مع المفاتيح بطريقة عشوائية أو خاطئة لكونها محكمة في التعامل معها، وعند تحريكها هناك صمام لتثبيته، وبالتالي يدرك كل من كابتن الطائرة أو مساعده أنه تم التعامل مع المفاتيح رسميًا.
2. الحوار الذي تم بين الكابتن أو مساعده أو العكس ونفي أحدهما بعدم المساس نهائيًا بالمفاتيح يزيد من حدة الجدل ويجعل الأمر أكثر صعوبة في تحديد مصدر تحريك المفاتيح، وهل العمل مقصود ومتعمد من أحد قائدي الطائرة.
3. الخبرة الكبيرة التي يمتلكها الطيار ومساعده في قيادة الطائرات وتدرجهما على مختلف أنواع الطائرات، والمامهما بجميع أنواع المفاتيح والتعامل معها داخل الكابينة يزيد من صعوبة الوصول إلى الرأي الفني الموثق عن السبب الحقيقي وراء حدوث الكارثة.
وخلص داوود إلى القول: “التسجيلات الصوتية التي تابعتها لجنة التحقيقات في كارثة الطائرة عبر الصندوق الأسود لم تكشف المصدر الحقيقي وراء المشكلة، إذ أظهرت التحقيقات جوانب المشكلة الفنية التي أدت سقوط الطائرة، وبذلك تظل القضية رهن المزيد من التحقيقات الفنية المفصلة لكشف ملابسات الكارثة. وفي الاتجاه الآخر أعطت هذه القضية لشركة بوينغ ولجميع الطيارين الكثير من الدروس المستفادة والاهتمام حول مفاتيح قطع الوقود لمنع تكرار الكارثة مستقبلاً والتأكد من التقارير النهائية للإقلاع والهبوط”.
وكانت طائرة “إير إنديا” من طراز بوينغ 787-8 دريملاينر، قد تحطمت في 12 يونيو، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 260 شخصًا، بينهم 19 على الأرض، في مدينة أحمد آباد شمال غربي البلاد، فيما نجا راكب واحد فقط من الحادث، الذي يعد من أسوأ كوارث الطيران في تاريخ الهند. إذ كانت الطائرة تقل 230 راكبًا، بينهم 169 هندياً و53 بريطانياً وسبعة برتغاليين وكندي واحد، بالإضافة إلى 12 من أفراد الطاقم.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 2
المصدر الرئيسي : حذيفة القرشي- جدة
معرف النشر: SA-160725-299