تجسد سيرة سلوى حجازي، الشاعرة والإعلامية المصرية، قصة حزن ومأساة، حيث رحلت قبل أن تكمل الأربعين من عمرها في 21 فبراير 1973، عندما أسقطت الطائرة الليبية التي كانت تُقلها فوق سيناء. سلوى، التي كانت تمثل جيلًا واعدًا من الإعلاميات، تميزت بشغفها للأدب والفن، حيث كتبت الشعر بالفرنسية وترجمت أعمالًا لشعراء كبار مثل بودلير.
تأثرت حياتها بقدومها من عائلة قضائية، لكنها تحدت التقاليد لتصبح واحدة من أولى المذيعات في التلفزيون المصري. حققت نجاحًا عبر برامج متنوعة، والتقت شخصيات بارزة مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، مما جعلها رمزا للنهضة الثقافية في عصرها.
في كتاب “سلوى: سيرة بلا نهاية” للكاتب كريم جمال، يستعرض تفاصيل حياتها ومأساتها بشكل حميم، موضحًا أن الروايات حول إسقاط الطائرة تنوعت، منها ما أشار إلى مهام وطنية سرية قامت بها سلوى، بينما ربط آخرون الحادث بوجود شخصيات سياسية على متنها.
الكتاب يسلط الضوء على الجانب الإنساني في حياتها، مستندًا إلى مشاعرها وهواجسها التي تشبه قصائدها، حيث كتبت عن الموت والغياب. كما يوثق الكتاب الرحلة المشؤومة التي أودت بحياتها وحياة 106 آخرين، تاركًا أثرًا كبيرًا في وعي الأجيال اللاحقة.
سيرة سلوى حجازي ليست مجرد سرد وقائعي، بل هي دعوة لتأمل انعكاسات الموت والمأساة في الثقافة العربية المعاصرة، في زمن لا يزال يعاني من ويلات الحروب والصراعات.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 0
المصدر الرئيسي : شريف صالح
معرف النشر : CULT-160725-538