كوري نيفيز، مدير شركة لم يغادر بعد مقاعد المدرسة، بدأ مسيرته في عالم التجارة بعمر لا يتجاوز العشرة أعوام. كان يحلم بتحقيق أماني والدته في الحصول على سيارة خاصة لتخفيف مشاق تنقلها. في عام 2009، انطلقت أولى خطواته من خلال مشروع بسيط يتمثل في عربة خشبية يبيع من خلالها مشروب الكاكاو الساخن وعصير الليمون، حسب تغيرات الطقس.
توجه الشاب لتجربة منتجات جديدة بمساعدة والدته ليزا، حيث بدأ في تصنيع الحلويات والكعك والشوكولاتة ورقائق زبيب الشوفان الخالية من السكر، واستطاع بفضل سلوكه المتميز وطعم الحلويات الجيد كسب إعجاب الزبائن وتحقيق أرباح جيدة في بداية مشواره.
ركز كوري على صناعة الكوكيز، وجرب مكونات مختلفة لتطوير وصفات فريدة، حيث كانت 75% من مكوناته عضوية وخالية من المواد الحافظة. نجح في تحقيق دخل يصل إلى 300 دولار يومياً، بينما لم تكسب والدته أكثر من 10 دولارات في الساعة.
تمكن كوري من اختراق عدد من المتاجر المحلية قبل أن يتوسع إلى أسواق خارج الولاية، مما زاد من شهرة سلعه ومن مبيعاته. إلا أن الشهرة جاءت مع تحديات، حيث تم إغلاق مشروعه بسبب انتهاك اللوائح الصحية، لكنه استخدم هذه التجربة ليبدأ من جديد بتأسيس شركة “مستر كوري للكعك والحلوى”.
استفاد كوري من إمكانيات الإنترنت لتلقي الطلبات إلكترونياً، وابتكر أسلوباً تسويقياً مميزاً جلب له معجبين كثر. تلقى دعماً من شخصيات شهيرة، مثل إلين ديجينيرز، التي قدمت له ولأمه سيارة فورد ومبلغ 10 آلاف دولار، ورجل الأعمال ماركوس ليمونيز، الذي استثمر في شركته عام 2017.
رغم أن الشركة في بدايتها، قرر كوري تخصيص نسبة توظيف تصل إلى 70% للأمهات اللواتي لديهن أطفال، لدعمهن. تمكن كوري نيفيز من إثبات نفسه في عالم ريادة الأعمال، حيث احتفت به وسائل الإعلام الأمريكية كنموذج للطفل الريادي الذي أسس شركة ناجحة بأفكار بسيطة.
على الرغم من أن كوري لم يقدم أفكاراً مبتكرة بالمعايير التقليدية، إلا أنه اتبع استراتيجية ذكية عبر تحسين أفكار شائعة واستخدام الإمكانيات المتاحة عبر الإنترنت. لقد غيّرت الثورة التكنولوجية مفهوم النجاح في عالم الأعمال، وجعلت الفرص متاحة للشباب والأطفال، وتجسد قصة كوري نيفيز هذا التحول.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 2
المصدر الرئيسي : الاقتصادية
معرف النشر: ECON-160725-800