الإعلام الثقافي في المغرب وتأثيره المحدود مع المشرق
الإعلام الثقافي في المغرب يتميز بارتباطه العميق بالثقافة والأدب منذ القرن التاسع عشر، حيث تطور عبر الصحافة الحزبية والإعلام العمومي، ليشمل اليوم المنصات الرقمية. يُعدّ وجود الأدباء المغاربة في الصحف الثقافية العربية بالمشرق عنصراً مهماً، إذ أسهموا بأعمال نقدية فريدة أثرت في الخطاب الثقافي العربي.
ومع التطورات التي شهدها الإعلام الثقافي المغربي، لم يعد مقتصراً على الصحافة المكتوبة بل انتقل إلى الإعلام المرئي من خلال البرامج الثقافية والندوات، مع مساهمات بارزة في المهرجانات الكبرى. وعلى الرغم من هذه الغزارة، إلا أن الإعلام المشرقي لا يزال يتجاهل التجربة الثقافية المغربية، حيث تظل معرفته بها محدودة.
تؤكد الشاعرة حفيظة الفاسي أن الإعلام الثقافي المغربي يهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية مع مراعاة التنوع اللغوي والثقافي في الدستور، رغم تحديات هيمنة الخطاب الحداثي. من جهتها، تشير بشرى مازيه إلى تطورات مهمة منذ التسعينيات، لكنها تدعو إلى الحفاظ على وضوح الخط التحريري في ظل تزايد الإعلام الرقمي.
وأضاف مخلص الصغير أن الإعلام الثقافي يحتاج إلى أدوات صحفية حديثة، في حين أكد مصطفى غلمان على أهمية تعزيز التواصل بين الفاعلين الثقافيين والإعلاميين لبناء إعلام ثقافي مستقل يسائل المفاهيم ويعيد تشكيل نفسه في إطار العولمة.
ختاماً، يتطلب تطوير الهوية التحريرية للإعلام الثقافي المغربي استراتيجيات جديدة، ومراجعة السياسات العامة، لضمان تنمية خطاب ثقافي يستند إلى الفهم المعقد للتاريخ والتحديات، ويعزز الشراكة مع التجارب العربية الأخرى.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 0
المصدر الرئيسي : علي عباس
معرف النشر : CULT-170725-64