رصد إشارة خافتة تحل لغز ظهور النجوم الأولى في الكون
يبدو أن العلماء يقتربون من حل لغز ظهور النجوم الأولى في الكون من خلال رصد إشارة راديوية خافتة تُعرف باسم “خط 21 سنتيمتر”. هذه الإشارة تنبعث من الهيدروجين المتعادل بعد فترة قصيرة من الانفجار العظيم، ويتوقع علماء الفلك أن تحمل آثارًا خفية لتلك النجوم القديمة.
في تعليق على الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة Nature Astronomy، أشار المهندس ماجد أبوزاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إلى أن النماذج الأولية للدراسة تقترح أن هذه النجوم من الجيل الأول تكونت بعد نحو 100 مليون سنة من الانفجار العظيم، وكانت على الأغلب ضخمة، بكتل تفوق آلاف المرات كتلة الشمس.
وذكرت الدراسة أن نجوم الجيل الأول كانت قصيرة العمر، ولم تترك خلفها أدلة مباشرة يسهل رصدها. ومع ذلك، فإن الأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية التي أطلقتها تلك النجوم، خصوصًا من الأنظمة الثنائية والثقوب السوداء، أثرت بشكل طفيف على توزيع الهيدروجين حولها، مما أوجد بصمة يمكن اكتشافها من خلال إشارة الـ21 سنتيمتر.
حاليًا، تُعَدّ مراصد راديوية جديدة مثل REACH ومصفوفة الكيلومتر المربع SKA، جزءًا من الجهود الرامية لالتقاط هذه الإشارات. ودعمت النماذج المقدمة من باحثين في جامعة كامبريدج ومعهد كافلي للكونيات آمال الفلكيين في بناء تصور دقيق لما ينبغي عليهم البحث عنه.
ما يثير الدهشة في هذه الدراسة هو أنه في حال نجحت عملية الرصد، قد نكون على مسافة خطوات من رؤية “الفجر الكوني”، تلك اللحظة التي خرج فيها الكون من ظلامه نجماً تلو الآخر.
وفي اكتشاف آخر غير عادي، تمكن العلماء من تصوير مرحلة لم تُرصد سابقًا، وهي بداية تشكل نظام شمسي حول نجم شاب يُدعى HOPS-315، الذي يبعد حوالي 1300 سنة ضوئية عن الأرض في مجرتنا درب التبانة. استخدم الباحثون تلسكوب جيمس ويب الفضائي ومرصد ألما في تشيلي لرصد هذا الحدث، وتبين أن النجم الوليد لا زال يتشكل بمعدل حوالي 60% من كتلة الشمس، ويحيط به قرص من الغاز والغبار الكوني.
اللافت هنا هو عدم رصد كواكب أو حتى بوادر كواكب، بل لحظة تكاثف المعادن الصلبة من الغاز، تلك المعادن التي أسهمت في تشكيل كواكب نظامنا الشمسي قبل 4.5 مليار سنة.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 3
المصدر الرئيسي : موقع سيدتي
معرف النشر: LIFE-180725-135