ثقافة وفن

“شهوة التجوال”.. تمرين فلسفي ومشي في عالم مسرع

509d9864 11bc 41f0 a25c d9df24673765 file.jpg

شهوة التجوال: تأملات في معنى المشي

في كتابها “شهوة التجوال: تاريخ للمشي”، تقدم الكاتبة الأميركية ربيكا سولنيت نظرة عميقة للمشي كفعل يتجاوز مجرد التنقّل. الكتاب، الذي ترجمته نوال العلي، يعتبر المشي وسيلة لفهم الإنسان ومحيطه، حيث يتعامل مع التجربة الشخصية والسرد الروائي لطرح أفكار حول كيفية تأثير المشي على الحياة اليومية.

تتجول سولنيت بين الشوارع والغابات، لتظهر كيف أن المشي يمكن أن يتحول إلى أداة لاكتشاف الذات، ووسيلة للتعبير الروحي. تُبرز الكاتبة طقوس الحج لدى بعض شعوب أميركا الشمالية، حيث يصبح الجسد السائر وسيطًا بين الأرض والمقدس.

تتناول أيضًا العلاقة بين المشي وتنظيم المدن، متسائلة عن كيف أثر تخطيط الشوارع على تجربة المشي في العصر الحديث. تنبه إلى أن الشوارع العامة التي كانت تعزز من مرافقات المشي قد تآكلت، مما يؤدي إلى إقصاء الفضاءات العامة لصالح السيارات والمراكز التجارية.

في عالم يتسم بالتسارع، تعتبر سولنيت المشي موقفًا ثقافيًا مضادًا ووسيلة لاستعادة العلاقة الطبيعية بين الجسد والمناظر المحيطة به. تقوم الكاتبة بفحص الفلاسفة والمفكرين الذين اعتبروا المشي فعلاً ضروريًا للإبداع والتأمل، مثل جان جاك روسو الذي أشار إلى أنه لا يمكنه التفكير إلا أثناء المشي.

تختتم سولنيت بتسليط الضوء على الحاجة إلى حرية المشي كحق إنساني، مرتبطة بتاريخ النضال الطبقي من أجل الأوقات والأماكن اللازمة لهذا الفعل. المشي، في النهاية، هو تجربة غنية بالمعاني والدلالات، تحمل أثرها في كل خطوة.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 4
المصدر الرئيسي : علي صلاح بلداوي Asharq Logo
معرف النشر : CULT-180725-551

تم نسخ الرابط!
1 دقيقة و 9 ثانية قراءة