الراتب المرن يحد من قروض البطاقات الائتمانية بسيولة فورية ويقلص ثقافة الادخار
قال مختصون ماليون إن منتج “الراتب المرن” الذي أطلق في السعودية مؤخراً يوفر سيولة فورية للموظفين ويمنحهم مرونة مالية يومية، لكنه في المقابل قد يضعف ثقافة الادخار ويؤثر سلبا في الاستقرار المالي على المدى الطويل.
واعتبروا أن السحب على المكشوف من الراتب قبل الاستحقاق ابتكار مالي يخدم شريحة من الأفراد ويحدث أثرا إيجابيا على الاقتصاد في الاستهلاك شريطة استخدامه بحكمة، مشيرين إلى أنه قد يكون أكثر فائدة للموظفين ذوي الدخل المرتفع.
وكانت منصة “مُدد” وقعت اتفاقية تعاون مع شركة “خزنة” لإطلاق منتج “الراتب المرن”، الذي يتيح للموظفين إمكانية طلب جزء من رواتبهم مقابل الأيام التي عملوا فيها قبل الموعد المنتظم لصرف الرواتب.
وقال خبير السياسات الاقتصادية الدكتور أحمد الشهري، إن الراتب المرن يهدف للحد من القروض قصيرة الأجل من خلال البطاقات الائتمانية التي تأخذ نسبة فائدة تتراوح بين 20 و 40٪. وأضاف: إتاحة السحب من الراتب قبل تاريخ الاستحقاق يسهم في تلبية الاحتياجات الطارئة، ويعد خيارا أقل تكلفة من البطاقات الائتمانية ولكنه في نفس الوقت يجعل الأسرة تنكشف ماليا في وقت مبكر من الشهر، ولا سيما تلك ذات الدخل المنخفض أو التي لديها نسبة ديون عالية.
الشهري يرى أن استخدام السحب من الراتب على المكشوف بشكل متكرر يسهم في تقليص فرص الادخار المنتظم ويشجع على الاستهلاك المفرط، وإن كان يسهم في استدامة الاستهلاك وبقاء معدلات الشراء في الأسواق متقاربة طوال الشهر، ولاسيما خلال المواسم التي تشكل حزمة من الضغوط المالية على المستهلك.
فيما يرى خالد الشمراني مستشار ادخار، أن الراتب المرن يمنح الموظفين حرية ومرونة مالية، ويقلل من اعتمادهم على خيارات التمويل التقليدية مثل بطاقات الائتمان أو القروض، ووافق الشهري في أن الراتب المرن يؤثر في قدرة الموظفين على ادخار المال، وقد يؤدي إلى مشكلات مالية طويلة الأجل.
بدوره يصف محمد القرون مستشار مالي وادخار، الراتب المرن بأنه أداة مفيدة للموظفين، ولكن يجب أن يكون هناك وعي بالأضرار المحتملة والعمل على تقليلها.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 0
المصدر الرئيسي : الاقتصادية
معرف النشر: ECON-200725-489