“شبكة الذكاء”: رؤية “جي 42” للذكاء الاصطناعي كخدمة عالمية شاملة
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة – اختتمت مجموعة “جي 42″، الشركة العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، في وقت سابق من هذا الشهر قمتها السنوية “Supercharged”، بمستوىً غير مسبوق من حيث الحضور والطموح، فقد حضر القمة أكثر من 2400 موظف وشريك وقائد عالمي، بمن فيهم براد سميث، رئيس شركة مايكروسوفت، وَسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، إلى جانب عددٍ من القيادات الإماراتية رفيعة المستوى. ورغم تنوع النقاشات، سيطر مصطلح “شبكة الذكاء” على المشهد طوال الحدث، سواء على المسرح أو بين الحضور، فما هي “شبكة الذكاء”، ولماذا يتحدث الجميع عنها؟
ما هي شبكة الذكاء؟
وفقاً لمتحدثٍ باسم “جي 42″، فإن “شبكة الذكاء” تمثّل رؤية الشركة للذكاء الاصطناعي كخدمة أساسية تشبه الكهرباء: بنية تحتية ذكية متوفرة دائماً ومنخرطة في نسيج الحياة اليومية. لا تعدّ الشبكة منتجاً أو منصة واحدة، بل منظومة مترابطة من التقنيات صُممت لتقديم المعرفة والقدرات والدعم حسب الحاجة وعبر جميع القطاعات. وهي مصمّمة لتكون متاحة دائماً وسيادية وقابلة للتوسع، بهدف تمكين الحكومات والصناعات والمجتمعات من استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز اتخاذ القرار وتحسين الأنظمة ودفع عجلة النمو المستدام.
بعبارات أبسط، تمثّل “شبكة الذكاء” طبقة غير مرئية من الذكاء. فبدلاً من اقتصار الذكاء الاصطناعي على شاشات أو واجهات نصية، ستندمج هذه الطبقة بسلاسة مع العالم من حولنا. وستدمج بين العالمين الرقمي والمادي لتقديم المعرفة والدعم في الوقت الحقيقي. ويمكن أن تظهر على شكل مستشفيات تتوقع احتياجات المرضى، أو أنظمة مرور تتكيف بشكل فوري، أو خدمات طوارئ تستجيب بسرعة أكبر بفضل بيانات الأقمار الصناعية، أو خدمات حكومية تنفّذ بسلاسة وسرعة.
ما هو تأثير “شبكة الذكاء”؟
من المتوقع أن يكون لهذا التحول أثر بالغ على المستوى الاقتصادي، فمن المرجّح أن يُسهم الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 14% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بحلول عام 2030، أي ما يعادل نحو 100 مليار دولار. ويعزى هذا النمو إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على رفع الكفاءة وتبسيط العمليات وتعزيز الابتكار في القطاعات كافة. وبدلاً من استبدال الوظائف، تهدف “شبكة الذكاء” إلى تعزيز القدرات البشرية، مما يمكّن الأفراد من التركيز على المهام الاستراتيجية والإبداعية والمساهمة في نمو اقتصادي شامل يعزز مكانة دولة الإمارات الرائدة عالمياً في تسخير الذكاء الاصطناعي.
وتعليقاً على رؤيته، قال بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة “جي 42”: “لقد تم اختراع الكهرباء قبل أكثر من 140 عاماً، ورغم ذلك، لا يزال ملايين الأشخاص في دول الجنوب العالمي يفتقرون إلى مصادر موثوقة لها. واليوم، بينما نؤسس البنية التحتية لتوزيع الذكاء الاصطناعي من خلال مشاريع مثل ’ستارغيت الإمارات‘ ومجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي-الأميركي بسعة 5 جيجاواط، لا ينبغي أن نكرر ذات الخطأ. علينا أن نصمّم شبكة الذكاء منذ اللحظة الأولى لتكون شاملة وعادلة ومتاحة للجميع، بحيث تصل فوائد الذكاء الاصطناعي إلى كل ركن من أركان العالم، لا أن تبقى حكراً على فئة محدودة.”
كيف تعمل شبكة الذكاء؟
تضم “شبكة الذكاء” في جوهرها مجموعة شركات “جي 42” التي تمثّل الأسس الرئيسية لهذه البنية، وفقاً لما أكده المتحدث الرسمي باسم المجموعة. حيث توفّر “خزنة لمراكز البيانات” البنية التحتية عالية الأداء لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ وتُمكّن “كور 42” الحوسبة السحابية السيادية التي تضمن الأداء والامتثال وحماية البيانات؛ في حين تطوّر “إنسبشن” نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة تعمل كطبقة التفكير في الشبكة، تضم النماذج اللغوية الضخمة والتطبيقات المتخصصة؛ بينما تؤمّن “سي بي إكس” بنية أمن سيبراني متكاملة تضمن استمرارية العمليات والنمو. إضافةً إلى ذلك، تحوّل “بريسايت” البيانات الخام إلى معلومات حيوية باستخدام التحليلات المتقدمة وأدوات الذكاء التوليدي؛ وتضيف “سبيس 42” طبقة عالمية من الرؤية والتحكّم من خلال الاتصالات الفضائية والتحليلات الجيومكانية؛ وتُحدث “إم 42” ثورةً في مجال الصحة والعلوم الحيوية عبر الطب الدقيق والذكاء الاصطناعي، وتطور “إيه آي كيو” كفاءات جديدة في قطاع الطاقة؛ وتنشر “أنالوج” تقنيات الحوسبة الطرفية والمستشعرات لربط البيئات الرقمية بالمادية؛ بينما تجلب “أستراتيك” الابتكار إلى حياة المستهلك اليومية.
وتعمل هذه الشركات ضمن منظومة متكاملة تدعمها شراكات عالمية مع “مايكروسوفت” و”أوبن إيه آي” و”إنفيديا” و”سيريبراس” وغيرها، لتشكّل الأساس التشغيلي لشبكة الذكاء. ويعزز هذا العمل استثمارات “جي 42” في البحث وتطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول، من خلال مبادرات مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومراكز الذكاء الاصطناعي المسؤول التي تم إطلاقها بالتعاون مع مايكروسوفت.
سيادية وقابلة للتوسع
تعكس “شبكة الذكاء” التزام “جي 42” بالسيادة الرقمية والحَوْكمة الأخلاقية. فمع تزايد التقاطع بين الذكاء الاصطناعي والسياسات الوطنية والتنافسية الاقتصادية والتعاون العالمي، باتت الحاجة إلى بنية تحتية موثوقة ومتوافقة وسيادية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. ومن خلال الدمج بين القدرات التقنية والبُعد الاستراتيجي، تعمل “جي 42” على ضمان إتاحة فوائد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، ليتم توظيفها بمسؤولية وتُدمج في الأنظمة التي تُشكّل عالمنا.
واختتم بينغ شياو: “تحدث شبكة الذكاء فرقاً ملموساً في حياة الأفراد، ويتجلى ذلك في تسجيل أكثر من 800 ألف عيّنة جينية لدعم الطب الدقيق، أو تقليل الانبعاثات في أنظمة التنقّل الذكية، أو توظيف الذكاء الاصطناعي في الاستجابة للكوارث على مستوى المنطقة. نحن نلمس تأثير “شبكة الذكاء” يومياً في تسريع الابتكار في الطاقة وتبسيط العمليات المالية وكسر الحواجز اللغوية، وهذا هو جوهر تشغيل الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، ولهذا نؤمن بأنه يجب أن يكون شاملاً ويصل إلى الجميع.”
نبذة عن “جي 42”
“جي 42” هي مجموعة شركات تكنولوجية رائدة عالمياً في إنشاء وتطوير تقنيّات الذكاء الاصطناعي لصياغة مستقبل أفضل. أُنشئت “جي 42” في أبوظبي وتعمل في جميع أنحاء العالم، وترعى الذكاء الاصطناعي كقوة محوريّة لتحقيق النفع العام عبر مختلف القطاعات. فمن علم الأحياء الجزيئية إلى استكشاف الفضاء وكل ما يقع بينهما، تتمتّع “جي 42” بإمكانيات هائلة، اليوم.
-انتهى-
#بياناتشركات
عدد المصادر التي تم تحليلها: 2
المصدر الرئيسي : zawya.com
معرف النشر : BIZ-220725-755