منذ العام 1682، تولى بطرس الأكبر حكم روسيا مع أخيه غير الشقيق إيفان الخامس، حيث شهدت البلاد واقعة تاريخية نادرة تمثل في وجود قيصرين على العرش. وعند وفاة إيفان الخامس عام 1696، انفرد بطرس الأكبر بالحكم، وبدأ عهداً جديداً يهدف فيه لتحديث روسيا ومواكبة الدول الغربية.
عمل بطرس الأكبر على تنفيذ مجموعة شاملة من الإصلاحات تشمل التعليم والدين والإدارة والمالية، حيث كانت البحرية الروسية من أولويات جهوده. كانت البحرية جزءاً أساسياً من التغييرات التي قام بها، إذ كانت تمثل أحد القطاعات الرئيسية التي أراد تطويرها.
قبل توليه الحكم، كانت روسيا تمتلك بحرية صغيرة وغير فعالة، حيث شاركت في عدد محدود من المعارك. في عام 1696، أعلن بطرس الأكبر عن إنشاء سلاح البحرية الروسي بشكل رسمي. خلال رحلته إلى غرب أوروبا بين عامي 1697 و1698، تجول القيصر متخفياً وشاهد عن كثب التطور الكبير في القوة البحرية للدول الغربية. ونتيجة لذلك، أدرك بطرس الأكبر أن بلاده متأخرة في هذا المجال، وعبر عن الحاجة لتزويد روسيا بأسطول بحري قوي وسفن حديثة لتعزيز مكانتها العالمية.
في مجال صناعة السفن، بدأ الروس أولى خطواتهم لصناعة السفن الحربية خلال عهد بطرس الأكبر في منطقة فورونيج، حيث استخدمت هذه السفن لاستعادة مدينة أزوف من العثمانيين. كما أنشأ بطرس الأكبر عدة أقسام في البحرية الروسية، بما في ذلك أسطول البلطيق وأساطيل أخرى في البحر الأسود والشمال وقزوين.
تواجهت البحرية الروسية بأول اختبار رسمي لها في معركة غانغوت عام 1714 خلال حرب الشمال الكبرى. خلال هذه المعركة، واجهت السفن الروسية حصاراً سويدياً، ولكن الروس استخدموا خطة ذكية لنقل سفنهم الصغيرة إلى الجانب الآخر من خليج هانكو لمباغتة السويديين وكسر الحصار.
في هذه المعركة، كان الأسطول الروسي يتكون من حوالي 90 سفينة صغيرة تحت قيادة الأميرال فيودور أبراكسين، بينما كان الأسطول السويدي يضم 15 سفينة حربية كبيرة. انتهت المعركة بانتصار الروس، حيث تمكنوا من السيطرة على عدد كبير من السفن السويدية وأسر أكثر من ألف بحار سويدي، بينما كانت خسائرهم الفعلية ضئيلة. أوجدت هذه الانتصارات دفعة معنوية كبيرة للقوات الروسية، وأثارت قلق أوروبا الغربية من تحول روسيا إلى قوة بحرية متفوقة.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 6
المصدر الرئيسي : العربية.نت – طه عبد الناصر رمضان
معرف النشر: MISC-240725-39