ترامب يُملي شروطه… وأوروبا تذعن تحت الضغط
في حدث كبير وصف بأنه “يوم أسود” للتاريخ الاقتصادي الأوروبي، اتفق الاتحاد الأوروبي على معاهدة تجارية جديدة مع الولايات المتحدة تتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على جميع صادرات الاتحاد، باستثناء الأدوية والمعادن. هذا الاتفاق جاء في ظل التزام أوروبي بشراء منتجات طاقة أميركية بقيمة 750 مليار دولار، مع ضخ استثمارات إضافية في الاقتصاد الأميركي.
بينما يُروج للاتفاق على أنه تجنب لحرب تجارية تهدد الأسواق العالمية، يؤكد المراقبون أنه يعكس ضعف أوروبا وتبعيتها المتزايدة للولايات المتحدة. وصف ناصر زهير، رئيس وحدة الشؤون الدبلوماسية والاقتصادية في المنظمة الأوروبية، الاتفاق بأنه تسوية سياسية قسرية، حيث خضع الاتحاد الأوروبي للضغوط الأميركية لتجنب التصعيد، مما أثر سلبًا على الصناعات الأوروبية، وخاصة الألمانية.
الالتزام بشراء الطاقة الأميركية سنويًا يعني أن عودة الغاز الروسي إلى السوق الأوروبية باتت شبه مستحيلة، مما يشير إلى تحول استراتيجي في مصادر الطاقة الأوروبية. كما أن خطة التصنيع العسكري الأوروبي مشتركة المعتمدة بموازنة ضخمة أصبحت مهددة، حيث يُلزم الاتفاق الدول الأوروبية بشراء أسلحة أميركية مما يؤثر على استقلاليتها الدفاعية.
وعلى الرغم من توقيع الاتفاق، تبقى التفاصيل قيد التفاوض، مع تضارب في الروايات حول الرسوم المطبقة. التوقعات تشير إلى أن الصناعة الألمانية ستكون الأكثر تضررًا، مما يعكس الفشل المؤسسي داخل الاتحاد الأوروبي ونقص التوافق بين الدول الأعضاء.
في ظل ضعف النمو الاقتصادي في أوروبا، يبدو من المستحيل مواجهة الولايات المتحدة في نزاع تجاري. الاتفاق يعكس عدم العدالة التجارية، حيث يُفترض أن يُفتح سوق أوروبا دون ضمانات ملائمة. الأيام المقبلة ستظهر مدى تأثير هذا الاتفاق على الاستقلالية الأوروبية ومدى إمكانية قيام باريس وبرلين بتعزيز موقفهما ضد الهيمنة الأميركية.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 1
المصدر الرئيسي : Skynews
معرف النشر: ECON-290725-255