في عالمنا الحديث، أصبح تلوث البلاستيك لا يقتصر على المحيطات والأنهار فحسب، بل امتد ليصل إلى الهواء الذي نتنفسه يومياً داخل منازلنا وسياراتنا.
أظهرت الدراسات أن جزيئات البلاستيك الدقيقة، التي لا تُرى بالعين المجردة، تحوم في كل مكان من حولنا، حيث تتواجد بأعداد تفوق التوقعات السابقة بمئات المرات. ليست هذه الجسيمات السامة تهديداً للبيئة فقط، بل تفتح باباً جديداً من المخاوف الصحية التي قد تؤثر على حياتنا بشكل لم نعهده سابقاً. كيف تؤثر هذه الملوثات المخفية على صحتنا؟ وما هي المصادر التي تغذي هذه السموم المحمولة جواً؟
فقد كشف العلماء أن العدد الدقيق لجزيئات البلاستيك الدقيقة التي نستقبلها يومياً في منازلنا وسياراتنا هو أكثر بمئة مرة من التقديرات السابقة. فقد لوحظ أن البالغين يستنشقون نحو 68 ألف جزيء من جزيئات البلاستيك الدقيقة بحجم 10 ميكرومترات أو أقل يومياً، مما يعني أن هذه الجزيئات صغيرة بما يكفي لاختراق رئتينا.
في دراسة جديدة، قرر الباحثون التركيز على الجزيئات الأصغر، التي يتراوح حجمها بين واحد إلى 10 ميكرومترات، والتي من المرجح أن تخترق الرئتين. وقد جمعوا عينات هواء من شققهم وسياراتهم، وجدت أن متوسط تركيز جزيئات البلاستيك الدقيقة في المنازل يبلغ 528 جزيئاً لكل متر مكعب، بينما يصل في السيارات إلى 2,238 جزيئاً لكل متر مكعب، حيث كانت الغالبية العظمى من هذه الجزيئات أصغر من 10 ميكرومترات.
وباستخدام هذه النتائج مع بيانات سابقة، يقدر الباحثون أن البالغين يستنشقون حوالي 3,200 جزيء من جزيئات البلاستيك الدقيقة التي يتراوح حجمها بين 10 إلى 300 ميكرومتر يومياً، مما يعني أننا نتعرض لمعدلات أعلى بعشرة أضعاف مما كان يُعتقد سابقاً.
يتزايد القلق من أن البلاستيك، الذي يحتوي على مواد كيميائية معروفة بأنها سامة أو مسرطنة، قد يتسبب في تلف أنسجة أجسامنا. وفي تجارب على القوارض، وُجد أن التعرض لمستويات عالية من جزيئات البلاستيك الدقيقة يسبب أضراراً للأعضاء مثل الأمعاء والرئتين والكبد والجهاز التناسلي. أما بالنسبة للبشر، فقد أظهرت الدراسات الأولية وجود ارتباط محتمل بين التعرض لجزيئات البلاستيك الدقيقة وأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الأمعاء.
بناءً على ذلك، نجد أن تلوث الهواء بجزيئات البلاستيك أصبح مسألة جدية تستدعي الانتباه، حيث تشير الأدلة إلى أننا قد نستقبل يومياً ما يصل إلى 130 جسيماً صغيراً من البلاستيك عبر التنفس. وتعتبر الألياف المنبعثة من الملابس المصنوعة من الفليس والبوليستر، بالإضافة إلى الجزيئات الناتجة عن غبار المدن وإطارات السيارات، من أكبر المصادر المعروفة للبلاستيكات الدقيقة في الهواء.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 2
المصدر الرئيسي : العربية.نت
معرف النشر: MISC-310725-201