صندوق الاستثمارات العامة.. “خريطة طريق للنمو” ومحرك لمستقبل الاقتصاد السعودي
وصفت مجلة “Sustainability” صندوق الاستثمارات العامة بأنه “خريطة طريق للنمو الوطني” في السعودية، مشيدة باستثماراته في المبادرات الخضراء والتكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
في مقال نشرته المجلة، أشارت الكاتبة كلوي ويليمينت إلى مشاريع عملاقة، مثل “نيوم” و”القدية” و”البحر الأحمر”، واصفة الصندوق بأنه أصبح “قوة محورية في إعادة تشكيل مستقبل السعودية الاقتصادي وترسيخ حضورها المالي عالميا”.
بحجم أصول تجاوز التريليون دولار في 2025، يُصنف الصندوق الرابع عالميا بين أكبر صناديق الثروة السيادية. وإلى جانب المشاريع العملاقة، يملك الصندوق حصصا في شركات مثل “أوبر” ونادي “نيوكاسل يونايتد”.
تصف ويليمينت، الباحثة المعنية بقضايا البيئة والتنوع الحيوي والاستدامة والتغير المناخي، صندوق الاستثمارات العامة بأنه “المحرك لرؤية المملكة 2030، التي تمثل إستراتيجية إصلاح جريئة لتنويع الاقتصاد، وتقليل الاعتماد على النفط، وتحفيز نمو القطاع الخاص”.
وترى أن الصندوق يمثل “أداة إستراتيجية أساسية لتعزيز التنمية الوطنية المستدامة على المدى الطويل، وكذلك توسيع التأثير الاقتصادي السعودي في الساحة الدولية”.
من وجهة نظر ويليمينت، فإن “الإستراتيجية المتكاملة التي يتبناها الصندوق، والتي توازن بين النمو الاقتصادي والمحافظة على البيئة والابتكار التكنولوجي، تُعيد تعريف معنى صناديق الثروة في القرن الـ21”.
وتقول: “من خلال دمج الاستدامة والذكاء الاصطناعي في صميم فلسفته الاستثمارية، يخلق صندوق الاستثمارات العامة السعودي اقتصادا متنوعا وطموحا يتماشى مع الأولويات الوطنية والاتجاهات العالمية”.
”أجندة خضراء واسعة” لصندوق الاستثمارات العامة
تؤكد ويليمينت أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يلعب دورا محوريا في تحقيق التزامات السعودية البيئية، مشيرة إلى أنه يقود محفظة واسعة من الاستثمارات المستدامة.
حدد الصندوق 19.4 مليار دولار لمشاريع خضراء، ضخ منها نحو 5.2 مليار دولار في مشاريع خضراء مؤهلة في مجالات الطاقة المتجددة والمباني الخضراء وإدارة المياه المستدامة حتى يونيو من العام الماضي. وتغطي هذه الاستثمارات مشاريع الطاقة المتجددة، وإدارة المياه المستدامة.
يحافظ صندوق الاستثمارات العامة كذلك على إطار عمل قوي للتمويل الأخضر، حيث تشمل إستراتيجيته التمويلية متوسطة الأجل مجموعة متنوعة من الأدوات التمويلية، بما في ذلك الصكوك والسندات والقروض.
كان الصندوق قد أصدر في أكتوبر 2022 أول سندات خضراء تصدر من قبل الصناديق السيادية العالمية، بما في ذلك سندات خضراء تصدر لأول مرة تستحق بعد 100 عام.
ترى ويليمينت كذلك أن الصندوق “من خلال مبادرات مثل المبادرة السعودية الخضراء، التي تشمل زراعة 10 مليارات شجرة، وتوسيع البنية التحتية للسيارات الكهربائية، يُرسخ مكانته، ليس فقط كمحرك للتحول الاقتصادي، بل أيضا كقاطرة عالمية رائدة في تمويل التنمية المستدامة”.
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي “وقود الاقتصاد الرقمي”
تشير الباحثة إلى أنه بالتوازي مع إستراتيجيته الخضراء، يُعزز الصندوق مكانة المملكة كمركز تقني عالمي، من خلال استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية والتقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
من المبادرات الرئيسية شركة “هيوماين” التي أطلقت هذا العام لقيادة ابتكار الذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل الرعاية الصحية والتصنيع والطاقة.
شهد مؤتمر “ليب 2025” في يومه الأول فقط الإعلان عن استثمارات ومشاريع في قطاع الذكاء الاصطناعي بأكثر من 14.9 مليار دولار، وهي مشاريع تؤكد ويليمينت أنها تسهم في تطوير الذكاء الاصطناعي والروبوتات وقدرات الحوسبة السحابية في جميع أنحاء السعودية.
في الوقت نفسه، يدرس صندوق الاستثمارات العامة طرح الشركة السعودية لتقنية المعلومات “سايت”، المملوكة له بالكامل، في سوق الأوراق المالية، وهي خطوة تُعزز طموحات الصندوق الأوسع لتسويق الابتكار السعودي وخلق اقتصاد رقمي مزدهر.
تختتم الكاتبة مقالها بالقول: “إن الصندوق، مع استمرار توسعه، يضرب مثالا في كيفية حشد الدول لرأس المال، ليس فقط لبناء الثروة، بل كذلك لرسم ملامح مستقبل أكثر استدامة وتقدما تكنولوجيا”.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 6
المصدر الرئيسي : الاقتصادية
معرف النشر: ECON-030825-531