السعودية

عاجل: شباب ومختصون لـ”اليوم”: غلاء تكاليف الزواج يهدد الاستقرار والحل في التوعية والتيسير

C38b8d04 0bc7 4165 b0bd cd22f70d5a48 file.jpg

أكد شباب وشابات ومختصون في العلاقات الأسرية أن غلاء تكاليف الزواج بات يشكّل عائقًا حقيقيًا أمام كثير من المقبلين عليه، نتيجة تداخل عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية. أبرز هذه العوامل هي المبالغة في المهور والتجهيزات والحفلات، وتأثير الثقافة الاستهلاكية التي تُضخم من صورة الزواج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يحوّله إلى مشروع مرهق بدل كونه شراكة إنسانية ومسؤولية مشتركة.

وأوضحوا في حديثهم أن التوقعات المرتفعة من بعض الأسر، والضغوط المجتمعية، والتأثر بالنماذج الإعلامية، تدفع الشباب إلى الاستدانة أو التأجيل، وتنعكس سلبًا على استقرار الحياة الزوجية.

وشددوا على أهمية نشر الوعي وتغيير المفاهيم، من خلال تعزيز ثقافة الترشيد والاعتدال، ودعم الزواج الميسر، وتقنين المهور، وإطلاق مبادرات مؤسسية وإعلامية تُعيد للزواج معناه الحقيقي، كميثاق غليظ ومشروع لبناء أسرة مستقرة بعيدًا عن مظاهر البذخ والمفاخرة.

أكدت الباحثة في القضايا الفكرية والثقافية والمسؤولية المجتمعية ريم عبدالرحمن رمزي، أن غلاء تكاليف الزواج يعود إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، تبدأ من مغالاة بعض الأسر في المهور وفرض تجهيزات باهظة، مرورًا بثقافة المقارنات الاجتماعية والمظاهر التي تغذيها وسائل الإعلام، وصولًا إلى التأثر بنماذج الأعراس الفاخرة.

وقالت إن هذه الأسباب تُثقل كاهل الشباب، وتؤخر سن الزواج، وتؤثر سلبًا على استقرار الأسرة واستدامتها.

وأوضحت أن معالجة هذه الظاهرة تبدأ بالعودة إلى التوجيهات النبوية التي تحث على التيسير، مشيرة إلى قول النبي ﷺ: “أعظم النساء بركة أيسرهن صداقًا”، كما دعت إلى نشر الوعي المجتمعي، والحد من المبالغة في الحفلات، وتشجيع الزواج الميسر.

وأضافت أن المملكة تولي اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف من خلال برامج وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومبادرات الجمعيات الخيرية، والقروض الميسرة، ودعم الزواج الجماعي، بما يعزز مفهوم الزواج كعبادة وميثاق لا عبء مالي مرهق.

من جهتها، أكدت الأخصائية والمهتمة بالعلاج الزواجي حنين الضاحي أن الزواج في ظل الظروف الاقتصادية الحالية أصبح تحديًا ماليًا ونفسيًا أمام الشباب، نتيجة لتداخل عدة عوامل، أبرزها توقعات الأسر المرتفعة التي تشترط حفلات فخمة وتجهيزات باهظة، وضغط المجتمع للمجاراة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي تصدّر صورة مثالية للمظاهر الزفافية، مما يضع الشريكين تحت ضغط نفسي واقتصادي كبير.

كما أن ارتفاع أسعار السكن والتجهيزات الأساسية حوّل الزواج إلى مشروع مالي ضخم.

وأوضحت أن الحل يبدأ بنشر التوعية وتصحيح المفاهيم عبر الإعلام ودورات التأهيل قبل الزواج، وتسليط الضوء على نماذج ناجحة لزواجات بسيطة ومستقرة.

كما دعت إلى تقديم الدعم النفسي للشريكين لتعزيز التفاهم حول التوقعات والاحتياجات، وتشجيع الأسر على التيسير وتقليل الشروط المادية.

وأكدت “الضاحي” أهمية اعتماد الزواج المختصر أو الجماعي كخيار واقعي، وتوفير برامج دعم للشباب تشمل مساعدات مالية وتسهيلات بنكية بشروط عادلة.

وشددت على ضرورة الاتفاق المسبق بين الطرفين حول الميزانية، وتحديد المهر وفق القدرة، والتركيز على الأساسيات دون إسراف.

وختمت بأن إشراك الطرفين في اتخاذ القرارات يرسّخ الشعور بالمسؤولية، ويعزز من فرص نجاح واستقرار الحياة الزوجية.

وأكد المختص في العلاقات الإنسانية د. عبدالعزيز آل حسن أن الزواج في زمن تغلب فيه المظاهر ويتعاظم فيه حضور المادة على القيم، بات مشروعًا استعراضيًا يرتبط بالبذخ لا بالمسؤولية، وتحول من شراكة إنسانية إلى صفقة تجارية يغذيها الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أن قائمة المطالب، من مهور باهظة وحفلات فاخرة ومنازل فخمة، تُثقل كاهل الشباب وتؤخر الزواج أو تدفعهم للاقتراض، مما ينعكس لاحقًا على استقرارهم النفسي والمادي.

وأوضح أن هذه الممارسات تخلق بيئة هشّة للعلاقات، حيث تتحول الضغوط المالية إلى خلافات تهدد كيان الأسرة.

ودعا إلى إعادة النظر في ثقافة الزواج الحالية، وتفعيل دور الجهات الدينية والمجتمعية في تقنين المهور، وتشجيع الزواج الجماعي، والترويج لحفلات بسيطة تعكس روح الشراكة لا المظاهر.

كما شدد على أهمية التوعية المجتمعية، خاصة بين أسر الفتيات، وخفض سقف التوقعات، وتعزيز دور الجمعيات الأهلية في الدعم المالي والعيني، مع ضرورة أن يُسهم الإعلام في تصحيح الصورة النمطية للزواج الناجح، بعيدًا عن النماذج الاستهلاكية، مؤكدًا أن الزواج جوهره بناء أسرة مستقرة لا استعراض زائل.

وأكدت المستشارة الأسرية والتربوية مها العتيبي، أن ارتفاع تكاليف الزواج يعود لعوامل متعددة، أبرزها توقعات الأسر المرتفعة، والمبالغة في المهور والتجهيزات، إضافة إلى الضغوط المجتمعية والعادات التي تربط نجاح الزواج بالبذخ، فضلًا عن تأثير الثقافة الاستهلاكية التي تروّج لها وسائل التواصل الاجتماعي، مما يدفع الشباب لتحمّل أعباء تفوق قدرتهم.

وأوضحت العتيبي أن معالجة هذه الظاهرة تبدأ بتوعية الأسر بقيم التيسير، وتشجيع المجتمع على تبني حفلات بسيطة خالية من المقارنات، ومكافحة الصورة النمطية للزواج الفاخر عبر الإعلام.

ودعت إلى ترشيد النفقات بوضع ميزانية واقعية، وتبسيط المهور والتجهيزات، وتقليل تكاليف الحفل.

كما شددت على أهمية توفير دعم مؤسسي عبر القروض والمبادرات الخيرية، وإطلاق برامج إرشادية تركز على التخطيط المالي وإدارة الزواج.

وأكدت أن دور الإعلام والمؤثرين محوري في تقديم نماذج واقعية لزواجات بسيطة ناجحة.

واختتمت بالقول إن الزواج مشروع لبناء أسرة مستقرة، لا مناسبة للاستعراض، ويتطلب تعاونًا مجتمعيًا متكاملًا يعيد الاعتبار لقيم التفاهم والاعتدال والوعي.

وقال الشاب علي الغامدي إن الأوضاع الاقتصادية الراهنة ضاعفت العبء على الشباب المقبلين على الزواج، ودفعت كثيرين لإعادة التفكير في المتطلبات.

وأشار إلى أن تقليل المهور والنفقات أصبح مقبولًا أكثر من السابق، لكن بعض الأسر ما زالت ترفع السقف بدوافع اجتماعية لا اقتصادية، خاصة في ما يتعلق بالذهب، والتجهيزات، والتصوير.

واعتبر أن هذه الكماليات يمكن الاستغناء عنها دون أن تؤثر على جوهر الزواج أو سعادته.

وأضاف أن الإعلانات التي تروّج لشهر عسل فاخر تسهم في تضخيم التوقعات، وتدفع البعض للاقتراض، مما يؤثر لاحقًا على الاستقرار المالي.

ورأى أن من يختارون الزواج البسيط غالبًا يواجهون نقدًا أو استغرابًا، رغم نجاح تجاربهم، وختم بالتأكيد على أهمية تعزيز ثقافة الترشيد في المجتمع، وتقدير الزواج كمسؤولية وبناء أسرة لا كمهرجان اجتماعي عابر.

وأكد الشاب علي السالم أن الظروف الاقتصادية دفعت الشباب لإعادة ترتيب أولويات الزواج، فلم تعد الكماليات ضرورية كما في السابق.

وقال إن هناك وعيًا متزايدًا بضرورة تقليل المهور والمصاريف، إلا أن بعض الأسر لا تزال متمسكة بعادات اجتماعية لا تتناسب مع الواقع، وتضع الشباب تحت ضغوط مالية.

وأشار إلى أن كثيرًا من المتطلبات – كالذهب والمكياج والتأثيث – تُطلب بدافع المباهاة لا الحاجة، في حين يُبالغ في تصوير شهر العسل كأمر أساسي، مما يرفع سقف التوقعات ويزيد الديون.

وبيّن أن الزواج البسيط خيار واقعي وذكي، لكنه لا يزال يواجه مقاومة اجتماعية.

ودعا إلى توعية مجتمعية تعيد تعريف الزواج كمسؤولية وشراكة مبنية على التفاهم، لا كحدث استعراضي، مؤكدًا أن النجاح الحقيقي يكمن في بناء أسرة مستقرة لا في استعراض مكلف.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 0
المصدر الرئيسي : عبدالعزيز العمري – جدة
معرف النشر: SA-050825-95

تم نسخ الرابط!
5 دقيقة و 6 ثانية قراءة