الركود الاقتصادي عادة ما يؤثر على الإنفاق، مما يدفع الكثيرين للتوجه نحو كماليات أقل تكلفة مثل الذهاب إلى السينما. إلا أن الواقع في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، يخالف هذا الاتجاه حيث تشهد صناعة السينما تراجعًا ملحوظًا. وفقًا لأرقام رسمية، انخفضت إيرادات شباك التذاكر في الصين بنسبة 23% في العام الماضي، لتصل إلى 42.5 مليار يوان (5.8 مليار دولار)، مما يشير إلى تراجع كبير عن العام السابق وأقل بنسبة 34% مقارنة بعام 2019.
كان فيلم “يولو” الكوميدي، الذي يتناول قصة امرأة تستعيد ثقتها من خلال ممارسة الملاكمة، الأكثر جذبًا للجمهور العام الماضي، حيث حقق إيرادات تصل إلى 3.5 مليار يوان (474 مليون دولار). وعلى الرغم من أن الكوميديا تبقى النوع المفضل، إلا أن ضعف الأداء العام لشباك التذاكر يعود جزئيًا إلى إنتاج أفلام أقل، حيث تم إنتاج 612 فيلمًا فقط في 2024، بانخفاض عن 792 فيلمًا في العام السابق.
هذا التراجع في صناعة السينما ليس محصورًا بالصين فحسب، بل يظهر أيضًا على مستوى العالم، حيث انخفض عدد المشاريع السينمائية بنسبة 17% على المستوى الدولي بفضل الإضرابات في هوليوود. وفي الولايات المتحدة، تراجعت إيرادات شباك التذاكر بنسبة 3% في 2024، مما يعكس الأثر العام لأزمات الإنتاج.
عند النظر إلى الأسباب وراء هذا الانخفاض، يشير الخبراء إلى أن السينما يجب أن تزدهر في أوقات الأزمات، حيث توفر طريقة رخيصة للهروب من الواقع. ومع ذلك، لا يزال الإنفاق ضعيفًا نتيجة للركود العقاري وضعف الثقة الاستهلاكية. المدن الكبرى في الصين شهدت خسائر واضحة في ثروات الأفراد مما أثر سلبًا على الاستهلاك.
استجابت الحكومة الصينية من خلال برامج دعم جديدة لتشجيع شباك التذاكر، بما في ذلك ميزانيات لتقديم تذاكر مخفضة ومسابقات لجذب رواد السينما. لكن يتبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الخطوات ستكون كافية لتحفيز العائدات في المستقبل.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 6
المصدر الرئيسي : CNN الاقتصادية

post-id: 71f178fe-d34e-44ba-8503-f93c409c45dd