الشركات تدرك الأثر البيئي للذكاء الاصطناعي التوليدي، بغالبية عظمى غير قادرة على معالجته بمفردها

أظهر تقرير حديث لمعهد كابجيميني للأبحاث أن الذكاء الاصطناعي التوليدي له تأثير بيئي متزايد، ومع ذلك تصعب على العديد من الشركات تتبع هذا الأثر بشكل فعال. ويشكّل القلق بشأن هذا التأثير عائقاً أمام تحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية واحترام متطلبات الحوكمة. بينما تعلن الشركات أن الذكاء الاصطناعي يسهم في دفع النمو، إلا أن 48% من المسؤولين التنفيذيين يعتقدون أنه يساهم في زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويتوقعون أن يرتفع متوسط نسبة هذه الانبعاثات من 2.6% إلى 4.8% خلال العامين المقبلين.

على الرغم من هذه الأرقام المقلقة، يشير أكثر من نصف المسؤولين إلى أن تحسين الكفاءة يعد أكثر أهمية من قياس التأثير البيئي. ولتخفيف الأثر السلبي، تتجه بعض الشركات نحو مصادر الطاقة المتجددة وتحسين البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن عدد قليل من الشركات يولي اهتماماً جاداً للاستدامة، حيث أفاد 12% فقط من المسؤولين التنفيذيين أن مؤسساتهم تقيس الأثر البيئي لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.

يواجه معظم المسؤولين تحديات في قياس هذا الأثر بسبب نقص الشفافية من الموردين، مما يعقد جهود الاستدامة. لذا، اعتبر 62% من المديرين التنفيذيين أن وجود ضوابط حوكمة قوية يمكن أن يُعزز من فعالية التعامل مع الأثر البيئي للذكاء الاصطناعي.

سيريل جارسيا، رئيس خدمات الاستدامة العالمية، صرح قائلاً: “إذا أردنا أن يكون الذكاء الاصطناعي التوليدي قوة دافعة لتحقيق قيمة مستدامة في الأعمال، يجب أن يكون هناك حوار على مستوى السوق حول التعاون في البيانات”. وأكد على أهمية وضع معايير صناعية لحساب الأثر البيئي.

في ظل هذا السياق، يسلط التقرير الضوء على الحاجة إلى تحفيز الشركات على إجراء تقييم شامل لكل من العائد المالي والأثر البيئي لمشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي. كما يُوصى بالاستفادة من تقنيات منخفضة استهلاك الطاقة حيثما كان ذلك ممكنًا.

في نهاية المطاف، يُبرز التقرير حالات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحقيق الاستدامة، بما في ذلك المخاطر المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية. ورغم التحديات، هناك تفاؤل بأن الشركات تستطيع تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خلال السنوات المقبلة بفضل مبادرات الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يُشير التقرير إلى ضرورة المراقبة المستمرة والبحث لفهم التأثير البيئي الكامل.