زراعة 3.5 مليون شجرة.. حملة لتعزيز الوعي بأهمية الغابات في المملكة

أطلق المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر حملة توعوية عبر منصاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تهدف إلى التعريف بأهمية الغابات في المملكة العربية السعودية، وإبراز دورها الحيوي في تحقيق التوازن البيئي المنشود والتخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية. تأتي هذه الحملة بالتزامن مع اليوم الدولي للغابات، الذي يحتفل به العالم في الحادي والعشرين من مارس من كل عام.

وتتمتع المملكة بمساحات شاسعة من الغابات، التي تمثل ثروة طبيعية لا تقدر بثمن، وعاملًا أساسيًا في جهود حماية البيئة وتحقيق الاستدامة. تعمل الغابات على توفير الأكسجين الضروري للحياة، واختزان كميات هائلة من الكربون، مما يساهم في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. كما أنها تعزز التنوع الأحيائي والأمن الغذائي، وتحد من التصحر، وتخفف من آثار التغير المناخي.

تحت شعار “الأراك صحة وغذاء”، يسلط المركز الضوء على شجرة الأراك «Salvadora persica» كواحدة من أبرز الأشجار المحلية في الغابات بالمملكة، وذلك لما تتمتع به من فوائد بيئية وصحية واقتصادية متعددة. تتميز الأراك بأهميتها الخاصة في استصلاح الأراضي بالمناطق الصحراوية والجافة، نظرًا لقدرتها الفائقة على التكيف والنمو في البيئات القاسية.

بالإضافة إلى ذلك، توفر شجرة الأراك غذاءً قيمًا للإنسان، من خلال ثمرتها المعروفة باسم “الكباث”، كما أنها تمثل مصدر غذاء مهم للحيوانات التي تتغذى على أغصانها وأوراقها. وعلى الصعيد الاقتصادي، تستخدم أجزاؤها في إنتاج السواك والزيوت الطبيعية، وتعزز صحة الفم والأسنان، ولها قيمة دينية في الإسلام حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة”.

يبذل المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر جهودًا حثيثة لاستعادة وتأهيل الغابات في المملكة، حيث تمكن حتى الآن من زراعة أكثر من 3,5 مليون شجرة. يعمل المركز أيضًا على تحديد مواقع الأشجار المعمرة لحمايتها وتأهيلها، وحماية مواقع الغابات من خلال وضع سياجات حدودية ولوحات إرشادية. تأتي هذه الجهود ضمن الخطة الاستراتيجية للغابات، والخطة التنفيذية لبرنامج تأهيل وحماية الأودية في المملكة، تحقيقًا لأهداف مبادرة السعودية الخضراء ورؤية المملكة 2030. كما ينفذ المركز مشروع حصر الغابات الوطني، ويعمل على إنشاء منظومة وطنية لمراقبة أراضي الغابات، وأخرى لمتابعة الحرائق والحد من انتشارها.