تزايدت التحذيرات في الأوساط العلمية بشأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تشهد انتشاراً متسارعاً في السنوات الأخيرة. وقد أطلق باحثون مصطلح “تعفن الدماغ” للإشارة إلى المشكلات العقلية التي قد يواجهها الأفراد نتيجة للإدمان على استخدام هذه التقنيات، والتي تتفوق في بعض الأحيان على القدرات البشرية.
يشير “تعفن الدماغ” إلى تآكل مستوى الانتباه والإبداع والتفكير النقدي نتيجة الانغماس العميق في الفضاء الإلكتروني المتزايد. يعكس المصطلح التدهور العقلي الناتج عن الإفراط في استهلاك محتوى الإنترنت التافه، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يُستخدم في سياق انتقاد المحتوى المنخفض القيمة، ويطرح تساؤلات جدية حول التأثيرات السلبية للتكنولوجيا على الصحة العقلية، خاصة بين الأجيال الشابة.
تقول الدكتورة كورنيليا والثر، خبيرة في الأمم المتحدة وأستاذة متخصصة في الذكاء الاصطناعي بجامعة بنسلفانيا، إن مصطلح “تعفن الدماغ” تم اختياره كـ “كلمة العام” من قِبل مطبعة جامعة أكسفورد في عام 2024 بناءً على تصويت 37 ألف شخص. يعبر هذا المصطلح عن روح العصر السائدة المتمثلة في تصفح الإنترنت بشكل مشوّه واستنزاف المحتوى الرقمي، مما يؤدي إلى تراجع تدريجي في وظائفنا الإدراكية وصحتنا العقلية.
توضح والثر أن هذا الأمر يشكل خطرًا يجب معالجته قبل أن يخرج عن السيطرة نتيجة للإفراط في استهلاك محتوى إلكتروني يجدد الشعور بالضياع أو يكون ذو جودة رديئة. وتضيف أن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى إبقائنا منشغلين، وغالبًا ما تقودنا إلى اكتساب محتوى قليل القيمة، مما يستنزف الكثير من وقتنا. وبالتحديد، فإن تصفح الأخبار السلبية بشكل دائم يُعد ضارًا للغاية، حيث يُعزز الشعور بالقلق ويؤثر سلبًا على طاقتنا العقلية.
كما تشير والثر إلى أن التحول إلى العمل عن بُعد والتعلم الافتراضي أسهم في طمس الفواصل بين الحياة الشخصية والمهنية، مما زاد من الاعتماد على الشاشات كوسيلة للإنتاجية والترفيه. وهذا الأمر جعل الانفصال عن الواقع وإعادة شحن الطاقة الذاتية أمرًا أكثر صعوبة، مما يؤدي إلى إرهاق ذهني عام وتراجع في القدرة على التركيز في المهام أو الأفكار المعقدة.
وبحسب الخبيرة، فإن برامج مثل “تشات جي بي تي” تعزز هذا السيناريو من خلال تقليل الجهد المعرفي المطلوب، وذلك في ظل تعدد المهام ورغبتنا البشرية في تقليل الجهد. فإن استخدام المساعدين الاصطناعيين المتاحين دائمًا يصبح حلاً حقيقياً لتخفيف العبء المعرفي.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 4
المصدر الرئيسي : لندن (إنجلترا) : العربية.نت

post-id: 88c34378-c02f-459f-8d6c-03a466160d79