دعت المملكة العربية السعودية إلى تعزيز التعاون الدولي وتكثيف الجهود بين الدول والمنظمات لمواجهة تحديات المياه حول العالم وضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال إتاحة وتوفير خدمات المياه والصرف الصحي للجميع.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي في اللقاء التحضيري الأول للمنتدى العالمي للمياه 2027، الذي عقد اليوم بالرياض بمشاركة عدد من المختصين والخبراء لمناقشة أبرز قضايا المياه حول العالم ورسم خارطة طريق لاستضافة المملكة أعمال الدورة الحادية عشرة للمنتدى العالمي للمياه 2027م لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط.
ودشّن الوزير بمشاركة رئيس مجلس المياه العالمي لويك فوتشون الشعار الرسمي لمنتدى المياه العالمي 2027م. وأكد الوزير الفضلي أن المملكة أولت قطاع المياه أهمية قصوى وعملت على الاستفادة المثلى من موارد المياه كافة، من خلال تبني استراتيجية وطنية شاملة ومتكاملة تبدأ بإنتاج المياه، مرورًا بنقلها وتخزينها وتوزيعها ومعالجتها وانتهاءً بإعادة استخدامها عبر هيكلية مؤسسية شاملة.
وأشار إلى قيامها بتطبيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية للمحافظة عليها وتحقيق استدامتها، من خلال حوكمة سلاسل الإمداد وإصدار وثيقة لدراسة الطلب على المياه حتى عام 2050م، إلى جانب اهتمامها بالجوانب البيئية والاجتماعية واقتصاديات المياه بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وأوضح الوزير أن المملكة مستمرة في جهودها الإقليمية والدولية ودورها الرائد في دعم قضايا المياه، حيث أعلنت عن تأسيس المنظمة العالمية للمياه التي تهدف إلى تعزيز تكامل الجهود بين الدول والمنظمات المختصة لمعالجة تحديات المياه حول العالم.
وأضاف أن جهودها الدولية تواصلت بإنشاء مركز دولي لأبحاث المياه ليكون منصة عالمية رائدة للأبحاث التطبيقية في مجالات اقتصاد المياه والأمن المائي والتلوث المائي، إضافة إلى التقنيات المتقدمة والتحول الرقمي. ودعا الوزير الفضلي المشاركين في تدشين فعاليات منتدى المياه العالمي إلى الاستفادة من تبادل الخبرات العالمية في مجال الإدارة المتكاملة لموارد المياه وتطوير الممارسات التقنية في القطاع، منوهًا إلى أهمية تكاتف الجهود والعمل معًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جهته، أوضح رئيس مجلس المياه العالمي لويك فوتشون أن المجلس والجهات المعنية في المملكة قاموا بإعداد إطار عمل يشتمل على المكونات المواضيعية والإقليمية والسياسية لوضع خارطة طريق لأعمال الدورة الحادية عشرة للمنتدى، معربًا عن أهمية جعل المياه قضية ذات أولوية على قدم المساواة مع الطاقة والاتصالات والنقل.
وأشار إلى أن هذا اللقاء سيقوم بوضع الأسس لسياسات المياه في السنوات المقبلة، لافتًا إلى أن الطريق لا يزال طويلًا، لكننا مقتنعون بأننا نسير على الطريق الصحيح لوضع الحلول لتغيير حياة الكثيرين من خلال الاضطلاع بمسؤوليتنا تجاه مليارات البشر حول العالم وتقييم القضايا وتحديد الأهداف لضمان الوصول الآمن إلى موارد المياه وحماية الطبيعة.
ولفت فوتشون إلى أن هناك الكثير من الأولويات أمام هذا الاجتماع، ولكن سيتم تسليط الضوء على ثلاثة محاور مهمة هي الماء للصحة والماء للطعام والتوازن بين الماء للناس والماء من أجل الطبيعة. وأكد أن تنفيذ هذه الأولويات يعتمد على ثلاثة أعمدة رئيسة هي الابتكار والحوكمة والتمويل، كما يجب أن يركز التسارع العالمي لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة على المعرفة والابتكار.
بدوره، أوضح وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للمياه الدكتور عبد العزيز الشيباني أن هذا الاجتماع يأتي بمثابة دعوة للعمل الجاد والفوري والبناء على ما تم إنجازه في مجال المياه، والمضي قدمًا نحو بلورة الأولويات من خلال الاتساق والاندماج بشكل أوسع بين جميع القطاعات، وتوحيد الجهود لإيجاد حلول لمشاكل المياه حول العالم وتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة.
يُشار إلى أن منتدى المياه العالمي 2027، الذي ينظمه المجلس العالمي للمياه بالمملكة ويقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، يُعد منصة دولية مهمة لتبادل الأفكار والتجارب في مجال إدارة المياه، وفرصة للتعاون بين الدول والمنظمات لمناقشة وتطوير أبرز الممارسات الدولية في مجال المياه حول العالم.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 3
المصدر الرئيسي : عبدالله العماري – الرياض
post-id: e857924f-172a-4203-a029-dbb63914dbf5