تتمتع المملكة العربية السعودية بفنها المعماري القديم، الذي يزيّن كل منطقة من مناطق المملكة ويتنوع الفن المعماري ويتميز من منطقة لمنطقة من حيث التراث العمراني.
ونجد ذلك في المباني القديمة التي تمثل الحضارة العمرانية في المملكة، كمباني مدينة الدرعية، والقصور والقلاع العريقة في محافظة الأحساء، وجدة التاريخية، وقرية العلا، وغيرها من المباني التي ما زالت حاضرة بشخوصها شامخة تتحدى الزمن وتبهر الناظرين إليها بروعة تصميمها.
ويرجع الفضل في بقائها حتى اليوم، إلى جودة المواد المستخدمة قديمًا، وتلقّي هذه المباني الرعاية الكافية والترميم المستمر من جانب الهيئات المعنيّة بهذا الأمر، وذلك لتجنب أي خطر يهدد بزوالها.
وأعلنت هيئة التراث في يناير 2025م، تسجيل 3202 موقع جديدة ضمن السجل الوطني للتراث العمراني، لترتفع حصيلة المواقع المسجلة إلى 28.202 موقعٍ تعكس في مجملها غنى التراث السعودي، وذلك في إطار جهودها نحو توثيق المواقع التراثية وحمايتها.
وشملت المواقع التراثية المسجلة حديثًا التالي: منطقة الرياض 16 موقعًا، ومنطقة مكة المكرمة 8 مواقع، ومنطقة القصيم موقعًا واحدًا، والمنطقة الشرقية موقعان، فيما تم تسجيل 3170 موقعًا بمنطقة عسير، وموقعين بمنطقة حائل، وموقع واحد في منطقة نجران، وموقعان بمنطقة الباحة.
في يوم التصميم العالمي، نستعرض أبرز الطرز العمرانية بمناطق المملكة:
الطراز المعماري بالقطيف
ينبع الطراز المعماري للقطيف من واحة على الساحل الشرقي للخليج العربي، حيث تشكلت التجمعات العمرانية ومعالم العِمَارَة المحلية نتيجةً لوفرة المياه الجوفية والأراضي الخصبة والموارد الطبيعية.
وتتمتع مباني العِمَارَة المحلية بقدرتها على التكيف مع المناخ الحار والرطب من خلال استخدام مواد محلية مثل الصخور الملحية، والطين، وأخشاب النخيل.
تتسم المباني بواجهات مزخرفة وأقواس نصف دائرية وأخرى مدببة، كما تتضمن المباني سمات مميزة مثل سترة السطح (الدروة) المرتفعة لتوفير الظلال، والنوافذ النحيفة والمرتفعة للتهوية، وفتحات “الدريشة” للتحكم في دخول الضوء.
الطابع العمراني بواحات الأحساء
يشكل الطابع العمراني لواحات الأحساء مزيجًا فريدًا من التأثيرات الطبيعية والتاريخية، حيث تقع على الساحل الجنوبي للخليج العربي في المنطقة الشرقية.
وتُعد الأحساء أكبر واحة في العالم، وهي أحد المدن السعودية التي تم إدراجها في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وتشتهر بمناظرها الطبيعية المليئة بأشجار النخيل، والينابيع العميقة، والأراضي الزراعية الخصبة.
تحتل الأحساء مكانةً تاريخية من الناحية التجارية، وهذا بدوره أدى إلى تبادل غني من الثقافات على مر القرون نتج عنه تراث معماري مميز يتجلى في معالم مثل سوق القيصرية الذي يقف شاهداً على الاستمرارية التاريخية والحيوية الثقافية للمنطقة.
مواد محلية
تعتمد المباني في واحة الأحساء على مواد محلية مثل الطين، وجذوع النخيل، وخشب الأثل، حيث يتم اختيارها لمتانتها وقدرتها على تحمل التقلبات المناخية.
تُستخدم الأقواس المتنوعة – مثل القوس الشبيه بزهرة اللوتس والأقواس المدببة متعددة الرؤوس – لإضافة قيمة جمالية ووظيفية.
التضاريس في الطائف
تتميز الطائف بتضاريس متنوعة، ويعود ذلك إلى موقعها المتميز على جبال الحجاز، وهي واحدة من أقدم المدن في شبه الجزيرة العربية التي تعود أصولها إلى فترة ما قبل الإسلام.
تقع المدينة على هضبة محاطة بالجبال وهو ما أكسبها مناخاً معتدلاً في معظم أيام السنة مع زيادة في معدلات هطول الأمطار.
مرتفعات أبها
يتجسد الطرازي المعماري لمرتفعات أبها في قدرتها على التكيف مع المناخ الفريد والتضاريس المتنوعة لجبال السروات في منطقة عسير.
تتميز المباني باستخدام مواد محلية مثل الحجر والطوب الطيني، وهي مصممة لمقاومة الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة المنخفضة.
أشكال العمارة النجدية
تنبع العِمَارَة النجدية إلى قلب المملكة العربية السعودية، حيث تتشكل معالمها من تضاريس الهضاب، والأودية الغنية، والنباتات المحلية المتنوعة.
العِمَارَة النجدية الشمالية
تتمركز العِمَارَة النجدية الشمالية في أقصى شمال المملكة، حيث تسود تضاريسها هضبة نجد وصحراء النفود، وتمتزج بين الكثبان الرملية، والتكوينات الصخرية، والواحات الخصبة.
العِمَارَة الحجازية الساحلية
تمتد العِمَارَة الحجازية الساحلية بمحاذاة البحر الأحمر، متأثرةً بالطبيعة الساحلية، والتفاعل الثقافي، والتنوع الجغرافي.
جائزة ميثاق الملك سلمان العمراني
في هذا السياق، أسّس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رؤية في التصميم المعماري خلال فترة توليه إمارة منطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود.
وعني الميثاق بإيجاد وعي مشترك لمفاهيم الجودة العمرانية في المملكة، واضعاً الخطوط العريضة أمام المعنيين بالتصميم والتخطيط والتشييد.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 6
المصدر الرئيسي : اليوم- الدمام
post-id: 85a7f2fb-0595-46b0-b758-fd1e958eaaf6