شددت وزارة التعليم على ضرورة التعامل التربوي الداعم مع الطلاب المصنفين ضمن فئة “الذكاء الحدي”، وهم أولئك الذين تتراوح درجات ذكائهم بين 76 و85 وفق اختبار وكسلر للذكاء، ويعانون من صعوبات في التحصيل الدراسي دون أن يكون لديهم إعاقة عقلية واضحة أو إعاقات حسية مصاحبة. وأكدت الوزارة أهمية تكييف المناهج الدراسية، وتنويع طرق التدريس، وتعديل أدوات التقويم بما يتناسب مع قدراتهم العقلية ومهاراتهم الفردية، ضمن إطار برنامج “يسير” التعليمي، الذي يهدف إلى دمج هذه الفئة في صفوف التعليم العام.
برنامج “يسير” التعليمي يُعد أحد أبرز البرامج المعتمدة في مدارس التعليم العام لخدمة الطلاب ذوي الذكاء الحدي، حيث صُمّم لتقديم الدعم الأكاديمي والمجتمعي لتلك الفئة. يقوم البرنامج على تصميم برامج تربوية فردية مخصصة تساعد الطالب داخل الفصل الدراسي من خلال تكييف المناهج أو تعديل طرق التدريس أو تنويع أساليب التقويم، بما يتيح تقديم المهارات الأكاديمية والمهنية الملائمة لكل طالب، مع إمكانية الاستفادة من خدمات غرفة المصادر.
وبحسب المذكرة التفسيرية لتقويم طلاب برنامج “يسير”، فإن الطالب من هذه الفئة يتلقى تعليمه واختباراته في صفوف التعليم العام بطريقة الدمج، ويمكن تطبيق واحدة أو أكثر من الإجراءات المقررة لتقييم طلاب صعوبات التعلم عند تقويمه. يُعتبر الطالب ناجحًا في صفه إذا حصل على درجة النهاية الصغرى (30٪) على الأقل في جميع المواد الدراسية، مع اشتراط تأديته لاختبارات نهاية الفصلين الأول والثاني وحصوله على 15٪ على الأقل في اختبار نهاية الفصل الثالث لكل مادة دراسية.
نصّت المذكرة على تخفيض الحدود الدنيا لنسبة الإتقان للطلاب في الصفين الأول والثاني الابتدائي من ذوي الذكاء الحدي، وفي حال لم يتمكن الطالب من إتقان معايير مادة ما في نهاية العام الدراسي، فيمكن إعادة تقويم هذه المعايير في بداية العام الذي يليه قبل إصدار الحكم النهائي بشأن انتقاله من صفه أو بقائه.
تُقسّم مستويات الإتقان في هذا السياق إلى مستويين: “مجتاز ومتقن” إذا تجاوزت نسبة الإتقان 50٪، و”غير مجتاز وغير متقن” إذا كانت النسبة أقل من 50٪. وأوضحت الوزارة أن تقويم الطالب يتم غالبًا باستخدام الأسئلة الموجهة للطلاب العاديين ما أمكن، وإذا تعذّر ذلك، يمكن إعداد أسئلة ونماذج إجابة خاصة به. يُمنح الطالب في فئة الذكاء الحدي وقتًا كافيًا يتناسب مع قدراته الكتابية أو القرائية أثناء التقييم. يمكن تقسيم الاختبار إلى فترتين على يومين مختلفين، مع السماح لمعلمي المواد بوضع أسئلة موضوعية تناسب مستوى الطالب وتقيس قدراته المعرفية، إضافة إلى اختبارات شفهية مناسبة لطبيعة المادة.
تُمنح مرونة لمعلمي المواد العلمية في كيفية اختبار الطالب، وقد يتم تخفيض المتطلبات العملية لتتناسب مع قدراته العقلية، مع التأكيد على استخدام الأسئلة الموضوعية المباشرة والواضحة، وتجنب الأسئلة المقالية أو المركبة أو التي تعتمد على مفردات لغوية معقدة. ويُراعى كذلك عند تكليف الطالب بالمشاريع والبحوث والتقارير ألا تتم مقارنته بأقرانه من الطلاب العاديين في تقييم عمله، بل يجب تقييم جهده وفق قدراته.
في المواد التي تتطلب مهارات نطق أو قراءة عالية، شددت الوزارة على ضرورة عدم مقارنة الطالب العادي بطلاب الذكاء الحدي، خاصة إذا كان يعاني من اضطرابات نطق أو صعوبات في التواصل. يجوز إشراكه مع أحد زملائه العاديين في الاختبارات العملية لتقييمه بشكل جماعي، ويُمنح تقويمًا مبنيًا على مشاركته وقدرته الفردية.
شددت المذكرة على منع إظهار النتائج السلبية للطالب أمام زملائه تحت أي ظرف، لتفادي التأثير النفسي عليه، مؤكدة على أهمية توفير بيئة تعليمية آمنة وداعمة له، مع السماح بإجراء الاختبار في مكان مستقل إذا اقتضت الحاجة. يُشار إلى أن مصطلح “الذكاء الحدي” يُطلق على الطلاب الذين يعانون من انخفاض في التحصيل الدراسي نتيجة تدني قدراتهم العقلية دون وجود إعاقة ذهنية حادة أو إعاقات حسية مصاحبة. تتراوح درجات ذكائهم بحسب مقياس وكسلر بين 76 و85، أو بين 70 و80 وفق مقياس ستانفورد بينيه.
تؤكد وزارة التعليم على ضرورة تمكين هؤلاء الطلاب من فرص تعليمية عادلة وشاملة، تسهم في تنمية قدراتهم وتعزيز مهاراتهم بطريقة تكاملية داخل الصف المدرسي، عبر دعم تربوي متخصص، ومعلمين مدربين، ومناهج مكيّفة تضمن تطورهم الأكاديمي والنفسي والاجتماعي.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 3
المصدر الرئيسي : عبدالعزيز العمري – جدة
post-id: 5dafafec-a11c-4386-8578-f00e44a2ad7c