بيوت القاهرة: حكايات الحجر وتاريخ المدينة
في كتابها “بيوت القاهرة: ترحال في حكايا الحجر”، تسلط الباحثة ياسمين عبدالله الضوء على تاريخ العاصمة المصرية من خلال بيوتها القديمة المنتشرة في الأزقة والحواري. تتألف القاهرة من طبقات تاريخية متعددة، بدأتها مع الفاطميين حين أسس القائد جوهر الصقلي العاصمة كعاصمة للحكم.
تاريخ الفسطاط، أول عاصمة إسلامية، يروي كيف انتقل الحكم من الإسكندرية إلى الفسطاط، قبل أن تنشأ المدن الأخرى مثل العسكر والقطائع. ومع حريق الفسطاط، انتقل السكان إلى بناء منازلهم خارج أسوار القاهرة الفاطمية، التي كانت محاطة بتسعة أسوار.
ترك الفاطميون أثرًا معماريًا كبيرًا، لكن الأيوبيين الذين جاءوا بعدهم، لم يحدثوا تغييرات جذرية في البنية المعمارية، إذ تكفلت الحروب الصليبية بإلهائهم. وفي ظل حكم المماليك، أصبحت المدينة متنوعة وشاملة لكل الطبقات الاجتماعية، حيث تجمع الأغنياء والفقراء على حد سواء.
عرض الكتاب نماذج من البيوت التاريخية، بما في ذلك قصر الأمير بشتاك وقصر الأمير طاز، اللذين يمثلان الروائع المعمارية لعصر المماليك. كما تذكر المنزل الشهير “بيت الرزاز” و”بيت الكريتلية”، اللذان يتميزان بتصميمهما المعماري الفريد.
تتجلى أهمية تلك البيوت في قدرتها على المحافظة على خصوصية سكانها وإحياء ذاكرة المدينة، حيث أصبحت القاهرة ليست مجرد مركز للسلطة، بل وعاءً ثقافيًا غنيًا بالتاريخ والحكايات التي لا تزال تنبض بالحياة.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 5
المصدر الرئيسي : سها محمد

post-id: c0af3455-db69-4240-b16b-58e306a803a9