رغم “هدنة الصين” .. الأسعار المرتفعة حاضرة في مستقبل الأمريكيين
أحدثت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترمب اضطرابا في الأسواق وفوضى عارمة في سلسلة التوريد، وأثارت قلق العالم. وحتى مع التخفيض الأخير للرسوم الجمركية الصينية، توقع خبراء استمرار الاضطرابات في سلسلة التوريد حتى نهاية العام على الأقل.
أضافوا أن ارتفاع الأسعار الذي يشهده المستهلكون على كل الفئات، من الأزياء السريعة إلى الإلكترونيات، سيستمر على الأرجح في الارتفاع. قال جون لاش، نائب رئيس إستراتيجية المنتجات في منصة سلسلة التوريد “إيتوأوبن”، إن إعادة هيكلة سلاسل التوريد العالمية ستستغرق سنوات رغم أن فرض الرسوم الجمركية يكون سهلا.
وبحسب الرئيس الأمريكي، فإن إستراتيجيته التجارية، وإن كانت قد تسبب ضررا للمستهلكين الأمريكيين على المدى القصير، ستوازن العلاقات التجارية مع الشركاء العالميين. قال نيك فياس، المدير المؤسس لمعهد مارشال راندال ر. كندريك لسلسلة التوريد العالمية بجامعة جنوب كاليفورنيا، إننا في مرحلة تأثير السوط الذي يُستخدم لوصف كيف تُحدث الاضطرابات الصغيرة تأثيرات أكبر على امتداد سلسلة المستهلكين، والمصنعين، والموزعين وغيرها.
هذا يُسبب عجزا، وتقلبات في المخزون، واضطرابا في الأسعار، نتيجة لتقلبات غير عادية في الطلب، ناجمة عن تنبؤات خاطئة أو الطلب بالجملة. عانت العديد من الشركات قبل تنصيب ترمب من تحميل شحناتها وملء مخزوناتها استعدادا للرسوم الجمركية.
لكن بعد إعلان الرسوم الجمركية، انخفضت حجوزات الشحن البحري إلى الموانئ الأمريكية من الصين، مما أبطأ عمليات إعادة التخزين. الآن، نحن في “فترة إعادة تزود بالوقود”، حيث تسعى الشركات لملء المخزون قبل أن تشتعل التوترات التجارية. وقد أضاف فياس أن هذا التقلب سيكون مستمرا في المستقبل المنظور.
من جانبه، ذكر بوب فيراري، المدير التنفيذي لسلسلة التوريد، أن حدوث طفرة مفاجئة في نشاط الموانئ سيُسبب مشكلات أخرى سترفع الأسعار، موضحا أن استمرار هذا الاتجاه سيرفع أسعار شحن الحاويات وبالتالي سيزيد التكلفة الإجمالية لنقل البضائع.
في ظل الرسوم الجمركية عند 145%، حذّر الخبراء من أن الأمريكيين سيشهدون ارتفاعا في الأسعار، ورفوفا فارغة، ونقصا في السلع خلال أسابيع. بدأت “وول مارت”، أكبر متاجر التجزئة في الولايات المتحدة، في إبلاغ عملائها باستمرار ارتفاع الأسعار. وذكر الرئيس التنفيذي دوج ماكميلون أن الاتفاقية المؤقتة مع الصين تعتبر بداية رائعة، لكنها لا تكفي لتخفيض الأسعار.
بخصوص التأثير العام للرسوم الجمركية، توقعت ليزا أندرسون، خبيرة سلاسل التوريد، أن يكون تأثيرها “تضخميا بتأثير محدود”، بعد تخفيف بعض أسوأ الآثار الاقتصادية عقب اتفاقية التجارة الأخيرة. لكنها تتوقع استقرار الأسعار بعد فقاعة قصيرة الأجل، حيث ستنقل الشركات سلاسل التوريد إلى دول أخرى لتعويض آثار الرسوم.
أما بالنسبة لأنواع السلع المتأثرة، قال جون لاش إن أسعار المنتجات الكمالية ستشهد ارتفاعات أسرع من الأساسية.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 8
المصدر الرئيسي : الاقتصادية
post-id: 86fe87c0-055b-4dd9-ae45-88ed1b6dc62e