تُعتبر بئر زمزم المباركة واحدة من أعظم المعجزات الجغرافية والتاريخية في العالم الإسلامي، إذ تقع بالقرب من البيت الحرام في منطقة تُعرف بأنها الأخفض في الحرم المكي الشريف، داخل حوض وادي إبراهيم، الذي وصفه الله عز وجل بأنه “وادي غير ذي زرع”. زمزم ليست مجرد بئر ماء، بل هي علامة على الكرم الإلهي والرعاية المستمرة التي أسديت عبر العقود، لتبقى مياهها المباركة في متناول ملايين المسلمين.
تتأثر كمية ونوعية مياه زمزم بالنظام الجيولوجي والهيدرولوجي في المنطقة، إضافةً إلى معدلات الهطول المطري ونسب شحن الخزان الجوفي لوادي إبراهيم عبر الزمن، وقد تم توثيق أداء البئر في السجلات التاريخية والدراسات الحديثة.
##
الموقع والتكوين الهندسي للبئر
تقع بئر زمزم بالقرب من الكعبة المشرفة وعلى عمق 1.56 متر تحت سطح المطاف. وتنقسم إلى جزئين؛ جزء مبني بعمق 12.80 مترًا وجزء منقور في صخر الجبل وطوله 17.20 مترًا، ليكون إجمالي عمق البئر نحو 30 مترًا. مستوى المياه يبلغ نحو 4 أمتار عن فتحة البئر. تغذى البئر بثلاث عيون مياه رئيسية، وقُطرها يتراوح بين 1.5 و2.5 متر حسب العمق.
##
التركيب الجيولوجي والمائي
حُفرت بئر زمزم في رواسب وادي إبراهيم بعمق 13 مترًا، واستمر الحفر في صخور نارية مثل الديوريت والجرانوديورايت ليصل إجمالي العمق إلى 30.5 مترًا. يتميز ماء زمزم بنقاوته وتركيبه المعدني المتوازن.
##
عناية المملكة بالبئر عبر التاريخ
عُرفت العناية بالبئر منذ عهد الملك عبدالعزيز، الذي أمر بإنشاء سبيل لسقيا زمزم عام 1345 هـ، وتوالت العناية من قبل الملوك السعوديين المتعاقبين، حيث تم إدخال نظام مياه للشرب والتصريف، وتدشين مشروع تعبئة وتنقية مياه زمزم آليًا.
##
مشروع تطوير وتأهيل بئر زمزم
بدأ مشروع تطوير بئر زمزم في أكتوبر 2017 وانقسم إلى قسمين رئيسيين؛ الأول لإنشاء عبارات خدمات بطول 120 مترًا، والثاني لمعالجة البيئة المحيطة بالبئر. بينما افتُتح مشروع تأهيل البئر في 27 مارس 2018 برعاية الأمير خالد الفيصل.
##
مراحل ضخ وتنقية مياه زمزم
تمر مياه زمزم بعد استخراجها بعدة مراحل تشمل ضخ المياه الخام وتخزينها في مشروع الملك عبدالله لتطوير مياه زمزم، حيث تخضع للتعقيم، ثم تُضخ إلى محطة خزان زمزم.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 0
المصدر الرئيسي : اليوم – الدمام
post-id: 8b70ad76-2a7f-4d85-9ef1-507a0853cac8