نجوجي وا ثيونجي: صوت الكينيا الثائر ضد الاستعمار
وُلِد الكاتب نجوجي وا ثيونجي عام 1938 في كينيا، التي تحولت من محمية إلى مستعمرة بريطانية عام 1920. عاشت البلاد مرحلة صعبة مع اندلاع انتفاضة “ماو ماو” عام 1952، مما مهد الطريق لاستقلالها في عام 1963. تعكس أعمال وا ثيونجي، خاصة روايته “بتلات الدم”، تمرده على الاستعمار الغربي وتأكيده على الهوية الإفريقية.
لعبت معركة الأسماء دوراً مهماً في رحلته، فتخلي عن اسم “جيمس” واختار “نجوجي”، الذي يعني “الممسك بالحق”. أثبت هذا الاختيار إيمانه بأن الانعتاق الثقافي يبدأ من الاسم. وتجاوزاً للغة المستعمر، تخلى وا ثيونجي عن الكتابة باللغة الإنجليزية التي حقق بها شهرة واسعة، لينتقل إلى لغته الأم “الكيكويو”، ما يعد خياراً شجاعاً يُعبّر عن رفضه للهيمنة الثقافية.
في عام 1977، سلّطت السلطة الكينية الضوء على إبداعه فسجنته لفترة، ولكنه استخدم ورق المرحاض في زنزانته لكتابة روايته “شيطان على الصليب”. ومن خلال نصوصه، انتقد وا ثيونجي الاستعمار الحديث الذي تغير بأشكاله، مبرزاً كيف يستغل أبناء الوطن خيرات بلادهم.
كبرت خصوماته مع بعض الكتاب الأفارقة الذين اعتبروا الكتابة باللغة الإنجليزية مؤشراً حضارياً، لكن وا ثيونجي استمر في نشره للأدب الملتزم حتى تُرجمت أعماله إلى عدة لغات، بما في ذلك العربية. فرغم الجوائز القليلة التي نالها، يبقى اسمه مرموقاً في عالم الأدب، حيث رُشح لجائزة نوبل عدة مرات، مما يطرح تساؤلات حول تأثير تمرّده على المركزية الغربية.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 4
المصدر الرئيسي : عبد الرزاق بوكبة
post-id: 5ede788e-73c0-4087-8283-cf07e4a40017