إقتصاد

حليب الإبل في تونس.. مشروع نسائي يحول «الذهب الأبيض» إلى أمل اقتصادي

%d8%ad%d9%84%d9%8a%d8%a8 %d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%a8%d9%84 %d9%81%d9%8a %d8%aa%d9%88%d9%86%d8%b3 %d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9 %d9%86%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d9%8a %d9%8a%d8%ad%d9%88%d9%84 %d8%a7

في محافظة مدنين، جنوب تونس، انطلقت فكرة مبتكرة تهدف إلى تحويل حليب الإبل إلى مشروع اقتصادي يدعم المجتمعات المهمشة في الصحراء. تقود لطيفة فريفيطة، الشابة البالغة من العمر 32 عامًا، هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم “شامليه”، حيث أنشأت أول وحدة لبسترة حليب الإبل بدعم من “معهد المناطق القاحلة”.

فريفيطة، الحاصلة على ماجستير في تقنيات الأغذية، استندت في مشروعها إلى أبحاث الدكتورة آمال السبوعي في الكيمياء الحيوية، التي طورت تقنية بسترة تحافظ على الخصائص الغذائية والصحية لحليب الإبل. ويتميز هذا الحليب بوجود نسبة حديد أعلى بخمس مرات من حليب الأبقار، إضافة إلى خصائص مضادة للبكتيريا والالتهابات، مما يجعله ملائمًا لمرضى السكر، وفقًا لتجارب سريرية أجريت في مستشفى مدنين.

بالرغم من التحديات، تمكنت فريفيطة من إقناع مربي الإبل ببيع الحليب، حيث كانت العادة أن يتم استهلاكه أو توزيعه مجانًا. وقد نجحت في بناء علاقات ثقة أدت إلى توقيع اتفاقيات تزويد الوحدة بالحليب. حالياً، تنتج “شامليه” حوالي 500 لتر أسبوعياً، وتوزع منتجاتها عبر شبكة من 12 متجراً، مع طموح لمضاعفة الإنتاج خلال العامين المقبلين.

في جانب آخر، يقوم المعهد بتدريب المزارعين على تقنيات الحلب الآلي لزيادة الإنتاج، مما يساهم في إدماج المجتمعات المحلية في سلاسل القيمة، وبالتالي خلق فرص عمل جديدة وتقليص الفجوة التنموية في المنطقة.

تسعى السبوعي أيضًا لتطوير أشكال جديدة من منتجات حليب الإبل، مما يتطلب مزيدًا من الأبحاث. وتعتبر هذه المبادرة نموذجا مبتكرا يجسد كيفية تحويل البحث العلمي إلى مشاريع اقتصادية تفيد المجتمعات الصحراوية، في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، مع إمكانية أن يتحول حليب الإبل إلى “الذهب الأبيض” الجديد في الجنوب التونسي.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 8
المصدر الرئيسي : CNN CNN Logo
post-id: 49ecb2d3-b4eb-4080-b80c-749bd23af6d4

1 دقيقة و 20 ثانية قراءة