“فيتش”: أضرار اتساع الصراع بين إسرائيل وإيران تفوق مكاسب صعود النفط

“فيتش”: الصناديق السيادية للخليج لديها هوامش ائتمانية تخفف أثر المخاطر الأمنية

قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني إن الصناديق السيادية لدول الخليج لديها هوامش ائتمانية كبيرة تخفف أثر المخاطر الأمنية في حال اتسع نطاق الصراع بين إيران وإسرائيل إقليمياً أو تعطلت حركة الشحن في مضيق هرمز. وأشارت في تقرير حديث إلى أن الحرب بين البلدين قد تدفع أسعار النفط للارتفاع لفترة ممتدة تفوق أي مكاسب تحققها دول المنطقة من زيادة الأسعار، جراء التداعيات السلبية لذلك على الأوضاع الائتمانية لتلك البلدان.

لكن الوكالة أوضحت أن توسع الصراع وإغلاق المضيق مستبعدان في الوقت الحالي بحسب توقعاتها، رغم من أن الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل تزيد المخاطر الأمنية الإقليمية. يشار إلى أن القصف بين الجانبين مستمر لليوم الخامس على التوالي، في وقت تشير فيه تقارير إلى رغبة طهران في خفض التصعيد، واستئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، شريطة عدم تدخل واشنطن في الصراع.

وفيما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإخلاء العاصمة الإيرانية على الفور، توقعت “فيتش” أن يظل الصراع محصوراً بين البلدين وألا يستمر لأكثر من أسابيع، مؤكدة أن الحملات العسكرية الإسرائيلية على غزة ولبنان قد دمرت قدرة إيران على الرد من خلال حلفائها هناك.

علاقات خليجية إيرانية قوية

في ظل العلاقات الجيدة بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، التي تتضح من خلال إدانة دول المجلس للهجمات الإسرائيلية، استبعدت “فيتش” أن تشن طهران هجمات على أهداف في تلك الدول، مشيرة إلى أن الصناديق السيادية في دول مثل السعودية والإمارات والكويت وقطر لديها هوامش ائتمانية كبيرة ستخفف من تأثير أي زيادة في المخاطر الأمنية.

ولم يتضح بعد إن كانت طهران تفكر في خيارات جذرية، مثل مهاجمة ناقلات النفط في مضيق هرمز الذي يشحن عبره المنتجون من الشرق الأوسط نحو خُمس الإنتاج اليومي العالمي. لكن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني إسماعيل كوثري، قال مطلع الأسبوع إن طهران تدرس إغلاق مضيق هرمز، وإنها ستتخذ القرار المناسب في هذا الشأن “بكل حزم”، بحسب ما ذكره إعلام رسمي.

وترى “فيتش” أن تحالف أوبك+ قادر على تعويض أي نقص في صادرات الخام الإيراني بفضل فائض الطاقة الإنتاجية الكبير لدى التكتل البالغ 5.7 مليون برميل يومياً، مشيرة إلى أن حدوث أضرار جوهرية للإنتاج في إيران أو بنيتها التحتية لتصدير الخام من شأنه أن يضيف ضغوطاً صعودية على الأسعار، لكنها توقعت أن تظل علاوة المخاطر الجيوسياسية على سعر النفط بين نحو 5 و10 دولارات.

يذكر أن أسعار النفط سجلت زيادة بنحو 7% فور اندلاع الصراع قبل أن تتراجع قليلاً ليجري تداول خام برنت حالياً فوق 73 دولاراً للبرميل. وارتفعت الأسعار 2% اليوم الثلاثاء، مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، إضافة إلى حث الرئيس الأمريكي الجميع على إخلاء طهران، ما زاد من احتمالية تفاقم الاضطرابات في المنطقة وتعطل إمدادات النفط. العقود الآجلة لخام برنت ارتفعت إلى 74.4 دولار للبرميل بحلول الساعة (03:00) بتوقيت جرينتش، فيما تداول خام تكساس عند 73.11 دولار، وكان كلاهما قد ارتفع بأكثر من 2% في وقت سابق من الجلسة، وأغلق كلا العقدين على انخفاض بأكثر من 1% أمس الاثنين وسط آمال في تخفيف التوتر الجيوسياسي بعد تقارير إعلامية عن سعي إيران إلى إنهاء القتال.