الصين تعتزم تأكيد نفوذها في آسيا الوسطى عبر قمة إقليمية

الصين تعتزم تأكيد نفوذها في آسيا الوسطى عبر قمة إقليمية

التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ قادة الجمهوريات السوفياتية السابقة الخمس في آسيا الوسطى خلال قمة في كازاخستان، في وقت ترسخ فيه الصين موقعها كقوة رئيسية في المنطقة على حساب روسيا ونفوذها التاريخي.

تعقد القمة في العاصمة الكازاخستانية أستانا بعد قمة سابقة جرت في الصين، حيث تجمع شي مع قادة كازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان. ووفقاً للدبلوماسية الكازاخستانية، من المتوقع توقيع “معاهدة حسن جوار وصداقة وتعاون أبدي”. من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية غوه جياكون إن “قادة الدول المختلفة سيرسمون خريطة طريق جديدة للتعاون المستقبلي”.

بعد لقاء مع رئيس قرغيزستان، دعا شي البلدين إلى “زيادة التجارة والاستثمارات وتوسيع التعاون في المجالات الناشئة”. كما تحدث مع رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن، مشيراً إلى دعم بكين لجهود طاجيكستان في الحفاظ على استقلالها الوطني وأمنها. كذلك، أجرى محادثات مع رئيسي أوزبكستان وتركمانستان.

تتميز آسيا الوسطى بموقعها الجغرافي الإستراتيجي بين آسيا وأوروبا وثرواتها الطبيعية الوفيرة، مما يجعلها محط أطماع الدول الكبرى الساعية إلى منافسة روسيا. وإن كان قادة هذه الدول يحافظون على روابط وثيقة مع روسيا، إلا أن تراجع نفوذ موسكو يزداد منذ بدء الحرب على أوكرانيا قبل أكثر من 3 سنوات.

تنسق الجمهوريات السوفياتية السابقة سياستها الخارجية، وهو ما تؤكده الاجتماعات المتتالية التي تعقد وفق صيغة “5 زائد واحد”، وتتعاون مع دول مثل الصين وروسيا وكذلك مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

وفي مؤشر إلى هذه المنافسة، أعلنت كازاخستان أن روسيا ستبني أول محطة نووية على أراضيها، وأن الصينيين سيبنون على الأرجح محطة ثانية. ولكن الصين فرضت نفسها كأول شريك تجاري لدول آسيا الوسطى، مع وصول حجم المبادلات إلى 95 مليار دولار عام 2024، متجاوزة بفارق كبير الاتحاد الأوروبي وروسيا.

أصبحت آسيا الوسطى نقطة محورية في مبادرة “الحزام والطريق”، وهي خطة ضخمة للبنية التحتية أطلقتها الصين في 2013 بهدف تعزيز الروابط التجارية. تبرم الشركات الصينية متزايداً من العقود في مجالات الطاقة، في سعيها للحصول على الغاز من تركمانستان واليورانيوم من كازاخستان.

تطرح الصين نفسها أيضاً كداعمة للأنظمة الاستبدادية في دول آسيا الوسطى. وكان شي جينبينغ قد دعا في القمة السابقة إلى “مقاومة التدخلات الخارجية” التي قد تتسبب في “ثورات” تهدد الأنظمة القائمة، حيث تعد بكين استقرار دول آسيا الوسطى ضمانة لأمن حدودها الغربية.