مبادرة “تكافؤ الفرص الوطنية” تشهد توقيع عقود مع عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

مبادرة “تكافؤ الفرص الوطنية” تشهد توقيع عقود مع عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

أطلقت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية “مدائن”، النسخة الرابعة من مبادرة “تكافؤ الفرص الوطنية”، وذلك بحضور معالي الشيخ الدكتور علي بن مسعود السنيدي رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، وضمن الجهود المستمرة لدعم المشاريع والمنتجات العمانية وتشجيع أصحاب المشاريع ورواد الأعمال، وتوفير بيئة حاضنة تدعم الصناعات المحلية.

وقد بدأت الفعالية بعرض مرئي للدكتور أيمن بن عبدالله الفضيلي، الرئيس التنفيذي لأكاديمية الابتكار الصناعي، أوضح من خلاله أن المؤسسة العامة للمناطق الصناعية “مدائن” سعت من خلال أذرعها التمكينية، وفي مقدمتها أكاديمية الابتكار الصناعي، إلى تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خلال الفترات الماضية عبر تقديم الدعم الفني، وتنفيذ برامج بناء القدرات إلى جانب ربطها بفرص استثمارية وشراكات صناعية استراتيجية بما يعزز من تنافسيتها ويسهم في تحقيق نمو مستدام لها. حيث تقدّر القيمة السوقية لبعض هذه المؤسسات في المرحلة الحالية بملايين الريالات، الأمر الذي يعكس أثر التمكين المباشر على تطور هذه المؤسسات ونموها.

وأضاف الفضيلي: تعمل الأكاديمية على تنفيذ برامج تمكينية مباشرة من خلال مبادراتها المتعددة لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومن أبرز هذه المبادرات “صناع عُمان” الذي يقدّم الدعم للمصانع الصغيرة عبر التشخيص والتوجيه والاستشارات وإنتاج النماذج الأولية، وكذلك مبادرة “إنتاج صحار” وهو مركز تصنيع متكامل يتميز بقدرته على إجراء الهندسة العكسية والتصاميم الدقيقة مع التوفير على البحث والتطوير لتوفير القوالب وقطع الغيار الجاهزة للقطاع الصناعي، ومبادرة “مسرعة الأعمال” التي أطلقها برنامج الشركات العمانية الواعدة بالتعاون مع المؤسسة العامة للمناطق الصناعية “مدائن” ممثلة في ذراعها التمكيني أكاديمية الابتكار الصناعي، وتهدف هذه المبادرة إلى تمكين أصحاب الأفكار المبتكرة ودعم تأسيس الشركات العمانية الناشئة وربطها بفرص الأعمال والاستثمارات لضمان توسعها محلياً وإقليمياً وعالمياً.

بالإضافة إلى مبادرات التأهيل والتدريب التي تهدف إلى تمكين الكوادر الوطنية العاملة في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمهارة فنية وتقنية عالية، ومن أبرز البرامج التدريبية التي عكفت الأكاديمية على تنفيذها في الفترة الماضية برنامج “تدريب الباحثين عن العمل في مجال تشغيل مكائن البلاستيك” وبرنامج “تأهيل روّاد الأعمال من قرية ميبام” وبرنامج “الخطوة الأولى لتأسيس شركتك الناشئة” وبرنامج “تمكين الباحثين عن العمل في القطاع الصناعي” وبرنامج “تدريب الباحثين عن العمل في التخصصات القانونية”، وكذلك برنامج “صناعة نماذج من السفن التقليدية” وبرنامج “استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي”.

وأوضح الدكتور أيمن الفضيلي أن الأكاديمية قامت برصد الفرص الاستثمارية المتاحة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في “مدائن” والمتمثلة في الخدمات الأساسية التي يتم طلبها بشكل مستمر من قبل المصانع القائمة في المدن الصناعية التابعة للمؤسسة، والتي يمكن توفيرها من قبل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كخدمات الصيانة والتنظيف والخدمات المالية والقانونية والتأمينية والعلاقات العامة والتعبئة والتغليف والتسويق واعتماد الشهادات، حيث تم رصد التكلفة الكلية للخدمات في هذه المصانع وتقدير قيمتها الإجمالية بأكثر من 6.7 مليون ريال عماني باحتساب التكلفة التقديرية الإجمالية لكل خدمة بناءً على احتياج 200 مصنع، الأمر الذي يشكل فرصة واعدة لتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز دورها في سلاسل التوريد.

وقد شهدت الفعالية توقيع عدد من الجهات عقوداً مع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث وقّعت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية “مدائن” عقدين مع شركة محمود للقرطاسيات وشركة طفول للسفريات، كما وقّعت شركة البوابة العربية للمعارض مع مؤسسة الحارثي للأعمال الحديثة إلى جانب توقيع شركة أريج للزيوت النباتية ومشتقاتها مع شركة مورفي، وستقوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بموجب هذه العقود بتوفير المنتجات والخدمات للجهات التي تم التوقيع معها.

كما تضمّنت الفعالية استعراض تجربة نجاح لإحدى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث قدّم المعتصم بن محمد السيفي، الشريك المؤسس لشركة صفقات، عرضاً عن منصة “صفقات” أوضح من خلاله أن فكرة التطبيق بدأت عام 2021 بطرح مناقصات عبر تطبيق الواتساب لتجار في خدمات مختلفة لاختبار مدى التطبيق قبل التنفيذ ومقارنة الأسعار. فجاءت فكرة أهمية وجود تطبيق للمناقصات يستهدف المستخدمين العاديين لتغطية احتياجاتهم من المنتجات والخدمات. وأضاف السيفي: لقد حقق التطبيق منذ إطلاقه لغاية الآن مجموعة من الإنجازات، أبرزها وجوده في الترتيب الثاني بحسب المتاجر الإلكترونية العمانية، كما حصل على مبادرة “جدارة” للعام 2024 تحت إشراف وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وتوقيع أول عقد حكومي مع وزارة التربية والتعليم لتقديم خدمات صفقات لـ 100 مدرسة حول السلطنة.

يذكر أن مبادرة “تكافؤ الفرص الوطنية” تعد تجسيدًا للرؤى الداعمة والمتجددة الساعية إلى تمكين رواد الأعمال من خلال توفير بيئة محفزة تدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة، وتقديم أشكال الدعم والحوافز المختلفة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بما في ذلك تلك التي تركز على الصناعات المحلية، والتي تُعد ركيزة أساسية في تنشيط الاقتصاد الوطني. كما تعكس المبادرة الالتزام بتحقيق الأهداف الاستراتيجية لرؤية عمان 2040، والتي تضع نمو الناتج المحلي ضمن مستهدفاتها، بما يسهم في بناء اقتصاد متنوع ومستدام يحقق التميز محليًا وعالميًا.