الصين ترى عالما تتنافس فيه العملات بقوة مع تراجع هيمنة الدولار

الصين ترى عالماً تتنافس فيه العملات بقوة مع تراجع هيمنة الدولار

عرض محافظ البنك المركزي الصيني بان قونغ شنغ رؤيته بشأن مستقبل النظام النقدي العالمي، بعد عقود من هيمنة الدولار، متوقعاً أن يشهد العالم ترسخ نظام أكثر تنافسية في السنوات المقبلة.

قال بان، في كلمته خلال منتدى “لوجياتسوي” السنوي في شنغهاي، إن النظام النقدي العالمي قد يستمر في التطور نحو وضع تتعايش فيه عدة عملات سيادية تتنافس فيما بينها وتكبح وتوازن بعضها البعض.

وأشار إلى وجود نقاشات جارية حول تقليص الاعتماد المفرط على عملة واحدة، مضيفاً أن مكانة اليوان العالمية قد تعززت في السنوات الأخيرة.

تراجعت الثقة في الولايات المتحدة بعد السياسات المتقلبة التي انتهجها دونالد ترمب عند عودته لمنصبه، مما دفع المستثمرين إلى تقليص حيازاتهم من الدولار. هذا الوضع دفع رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إلى الدعوة لتعزيز مكانة اليورو على الساحة العالمية.

تسعى الصين إلى ترسيخ مكانة اليوان كمنافس للدولار الأمريكي، ضمن جهود يقودها الرئيس شي جين بينغ لتصبح الصين قوة مالية عالمية لديها عملة مستقرة تلعب دوراً متزايداً في التجارة العالمية، خاصة مع تصاعد التوترات مع واشنطن.

عززت مخاطر الرسوم الجمركية من زخم تلك الجهود، إذ طلب بعض المصدّرين الأمريكيين تسوية معاملاتهم بعملات بديلة، مثل اليوان، للحد من تأثير تقلبات الدولار.

يرى بان أن تطور النظام النقدي العالمي نحو نمط متعدد الأقطاب يمكن أن يعزز الاستقرار المالي العالمي، وقد يدفع الدول إلى تحسين انضباطها في السياسات الاقتصادية. ويشير إلى خيارات مثل تعزيز استخدام عملة عالمية محايدة، موضحاً أن “حقوق السحب الخاصة” تخضع للدراسة كخيار مناسب، كونها أصولاً احتياطية يصدرها صندوق النقد الدولي.

ومع ذلك، أشار إلى غياب التوافق بشأن الترويج لحقوق السحب الخاصة كعملة دولية، وأنه ينبغي إصدارها بشكل منتظم وبحجم أكبر لتحقيق هذا الهدف، إذ تُستخدم حالياً في أوقات الأزمات فقط. وقال إن “الوضع الذي تهيمن فيه عملة سيادية واحدة على المدفوعات عبر الحدود يشهد تحولاً تدريجياً”.