سطح كنيسة “نوتردام ستراسبورج” يلهم الكتّاب والفنانين

##

سطح كنيسة نوتردام ستراسبورغ: مصدر إلهام للكتّاب والفنانين

تُعد ستراسبورغ، المدينة الفرنسية التي تحتضن البرلمان الأوروبي منذ 1979، واحدة من أبرز المدن في التاريخ الأوروبي. تعود شهرتها إلى كونها ملاذًا يوحنا جوتنبرج، مخترع الطباعة، الذي طور تقنياته في المدينة قبل طباعة الكتاب المقدس عام 1455.

يعتبر مركز المدينة كاتدرائية نوتردام، التي اكتمل بناؤها في عام 1439. كانت الكاتدرائية الأطول في أوروبا لأكثر من قرنين، وتعد تحفة معمارية قوطية استقطبت العديد من المفكرين، مثل إيراسموس روتردام ويوهان جوته، اللذين عبروا عن إعجابهم بجمالها.

تقول المقولة الشهيرة في ستراسبورغ إن “كل الطرق تؤدي إلى الكاتدرائية”، حيث يرتبط تاريخها بتاريخ المدينة السياسي والاجتماعي. برغم أن التصميم الأصلي كان يتضمن برجين، إلا أن الكاتدرائية تحتوي على برج واحد فقط بارتفاع 142 مترًا، ولهذا البرج أهمية تاريخية ودفاعية، إذ كان يراقب الحراس المدينة من قمته.

منذ القرن الخامس عشر، كان هناك حراس فوق سطح الكاتدرائية، وتولى “بيت الحراس” مسؤوليات متعددة منها حماية المدينة وضبط الوقت عبر الساعات الشمسية. لقد استمر هذا التقليد حتى القرن التاسع عشر، عندما جذبت إطلالات السطح الزوار من جميع أنحاء العالم.

اليوم، يتوسط السطح بوصلة ضخمة تشير إلى أهم عواصم العالم، وتحتوي أيضًا على عروض تسرد تاريخ بناء الكاتدرائية ودور بيت الحراس. هذا السطح، الذي شهد العديد من اللحظات التاريخية، لا يزال يلهم الفنانين والكتاب في سعيهم لتوثيق جمال ستراسبورغ وتراثها الثقافي.