الوقت ينفذ.. علماء يحذرون من استمرار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالمعدل الحالي

الوقت ينفد.. علماء يحذرون من استمرار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالمعدل الحالي

يستمر العلماء في التحذير من قرب نفاد الوقت للحد من تغير المناخ، حيث تكشف دراسة جديدة عن وجود 130 مليار طن فقط من ثاني أكسيد الكربون في “ميزانية الكربون”. هذا هو مقدار الكربون القابل للإصدار قبل الوصول إلى الحد الحرج المتمثل في 1.5 درجة مئوية من الاحترار.

يبرز القلق من أن استمرار إنتاج الغازات الدفيئة بالمعدل الراهن قد يؤدي إلى استنفاد هذه الكمية في غضون ثلاث سنوات، في حين أن الميزانية المتبقية قد تنفد خلال تسع سنوات فقط. وأشار التقرير الجديد إلى إحصائيات متعلقة بارتفاع درجات الحرارة في عام 2024، واصفًا إياها بأنها “غير عادية”.

تحدي جديد يواجه الحد من تغير المناخ

بحسب تقرير من موقع dailymail، يوضح العلماء أن النشاط البشري هو السبب الأساسي لارتفاع درجات الحرارة في 2024 بدلاً من التغيرات الطبيعية، مما يهدد تحقيق اتفاقية باريس للمناخ إذا تجاوزت الحرارة 1.5 درجة مئوية لمدة عام.

علّق البروفيسور جويري روجيلج، عالم المناخ في إمبريال كوليدج لندن، قائلًا: “الأمل في البقاء ضمن 1.5 درجة مئوية يتلاشى تدريجياً، والنتيجة مرتبطة بحجم الانبعاثات على مدى العقد المقبل.”

تستند الدراسة التي أعدها 60 عالمًا إلى 10 مؤشرات رئيسية لتغير المناخ، مشيرةً إلى أن العالم يقترب من حدود الاحترار المنصوص عليها في اتفاقية باريس. خلال الفترة من 2015 إلى 2024، كان متوسط درجة حرارة سطح الأرض أعلى بـ 1.24 درجة مئوية عما كان عليه سابقًا، ويرجع ذلك إلى انبعاثات غازات الدفيئة التي يسببها الإنسان.

تشير النتائج إلى أن 0.02 درجة مئوية فقط من الزيادة في الحرارة خلال العقد الماضي لها أصول غير بشرية، لكنها نسبة ضئيلة مقارنة بتأثير البشر. مع استمرار ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، يتزايد معدل الاحترار، وقد بلغ هذا المعدل بين عامي 2012 و2024 ضعف ما كان عليه خلال السبعينيات والثمانينيات.

يتوقع العلماء تجاوز العالم للحدود المحددة في الاتفاقية بحلول عام 2030، مما سيؤدي إلى تغييرات ملحوظة في مناخ الأرض، بما في ذلك ارتفاع منسوب مياه البحار، وذوبان أسرع للجليد، وعواصف أكثر حدة. لذا، يؤكد الباحثون على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لتفادي الآثار السلبية لتغير المناخ.